كَانَ الأَنْبِيَاء جَمِيعهم مبعوثين بدين
الإِسْلاَم، فَهُوَ الدَّين الَّذِي لاَ يقبل الله غَيره، لاَ من الأَوَّلين وَلاَ
من الآخرين، قَالَ نوح: ﴿فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَمَا
سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ
أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [يونس: 72]، وَقَالَ فِي حق إِبْرَاهِيم: ﴿وَمَن
يَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَٰهِۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَيۡنَٰهُ
فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٣٠إِذۡ قَالَ لَهُۥ
رَبُّهُۥٓ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٣١﴾ [البقرة: 130-
131] إِلَى قَوْله: ﴿فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا
وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [البقرة: 132]، وَقَالَ يُوسُف: ﴿تَوَفَّنِي
مُسۡلِمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [يوسف: 101]،
وَقَالَ مُوسَى: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن
كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِينَ ٨٤فَقَالُواْ
عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَا رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ
٨٥﴾ [يونس: 84- 85]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّآ
أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ
أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ﴾ [المائدة: 44]، وَقَالَت بلقيس: ﴿رَبِّ
إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَيۡمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [النمل: 44]،
وَقَالَ: ﴿وَإِذۡ أَوۡحَيۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِيِّۧنَ
أَنۡ ءَامِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّنَا
مُسۡلِمُونَ﴾ [المَائدة: 111]، وَقَالَ: ﴿إِنَّ
ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ [آل عمران: 19]، وَقَالَ: ﴿وَمَن
يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ﴾ [آل عمران: 85].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿أَفَغَيۡرَ دِينِ ٱللَّهِ
يَبۡغُونَ وَلَهُۥٓ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا﴾ [آل عمران: 83]،
فَذكر إِسْلاَم الكائنات طَوْعًا وَكرهًا، لأَِن المَخْلُوقَات جَمِيعهَا متعبدة
لَهُ التَّعَبُّد العَام، سَوَاء أقرّ المقر بذلك أَو أنكرهُ، وهم مدينون مدبرون؛
فهم مُسلمُونَ لَهُ طَوْعًا وَكرهًا، لَيْسَ لأحد من المَخْلُوقَات خُرُوج عَمَّا
شاءه وَقدره وقضاه، وَلاَ حول وَلاَ قُوَّة إِلاَّ بِهِ، وَهُوَ رب