وَإِن كَانَ جَزَاءُ اللهِ لِعَبْدِهِ أَعْظَمَ،
كَمَا فِي الحَدِيث الصَّحِيح الإلهيِّ عَن الله تَعَالَى أَنَّه قَالَ: «مَنْ تَقَرَّبَ
إِلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ
ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ باعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ
هَرْوَلَةً» ([1]).
وَقدْ أَخْبَرَ
اللهُ - سُبْحَانَهُ - أَنَّهُ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ، والمُحْسِنِينَ،
وَالصَّابِرِينَ، وَيُحِبُّ التَّوَّابِينَ، وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ، بل هُوَ
يُحِبُّ مَنْ فَعَلَ مَا أَمَرَ بِهِ مِنْ وَاجِبٍ وَمُسْتَحَبٍّ، كَمَا فِي
الحَدِيث الصَّحِيحِ: «لاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ
حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ،
وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ...» ([2]) الحَدِيث.
****
وَٱللَّهُ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ
ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢﴾
[آل عمران: 31- 32].
قوله:
«بَلْ بِقَدْرِ مَحَبَّةِ الْعَبْدِ
لِرَبِّهِ يَكُونُ حُبُّ اللهِ لَهُ»: فإن كانت محبَّته لله خالصة، كانت
محبَّة الله له خالصة، وإن كانت محبَّة العبد لربِّه ناقصة، كانت محبَّة الله
للعبد ناقصة؛ لأنَّ الجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ العمل.
قوله: «وَإِنْ كَانَ جَزَاءُ اللهِ لِعَبْدِهِ أَعْظَمَ»: الجَزَاءُ مِنَ الله أَعْظَمُ ما يستحقُّه العباد؛ لأنَّ اللهَ يضاعف الأعمال؛ الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، إلى أَضْعَافٍ كثيرة لا يعلمها إلاَّ الله؛ فالجَزَاءُ أَكْثَرُ مِنَ العَمَلِ؛ تَفَضُّلاً مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى وأمَّا العذاب فإنَّما يَكُونُ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7405)، ومسلم رقم (2675).