فَهَذَا هُوَ الْقلب السَّلِيم، الحَنيفُ
المُوحِّدُ، الْمُسلمُ الْمُؤمنُ، العَارفُ الْمُحَقِّق المُوحِّد بِمَعْرِفَة
الأَْنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ، وبحقيقتِهِم وتَوْحِيدِهِم.
وَأَمَّا النَّوْع
الثَّالِث «وهُوَ الفناء فِي الْوُجُود»: فهُوَ تَحْقِيقُ آل فِرْعَوْنَ ومعرفتُهم
وتوْحيدُهم، كالقَرامِطَةِ وأَمثَالِهِم.
****
وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا؛ وَإِنْ
سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ»
([1])،
فمَن حقَّق التوحيد فالله معه، معيةَ نُصرةٍ وتأييدٍ، معيةً خاصَّةً.
وليس
المعنى أن الله حالٌّ فيه، في سمعه وفي بصرِه - تعالى الله -، وإنَّما المعنى أن
الله يحفظُه ويسددُه في حواسَّه، وسمعه وبصره؛ فلا يسمع إلا بالله، ولا يُبصر إلا
بالله، ولا يمشي إلا إلى طاعة الله، ولا يأخذ ويعطي بيده إلا في طاعةِ الله.
والله
يحب الأعمال الصَّالحة، ويُبغض الكفر والشِّرك والمعاصي؛ فالمؤمن يحب ما يحبه الله
من الطَّاعات، ويبغض المعاصي والشِّرك والكفر، وكذلك يحب من الأشخاصِ من يحبُّه
الله من عباده وأوليائه الصالحين، ويبغض من أبغضَه الله من الكافرين والمنَافقين.
قوله: «فَهَذَا هُوَ الْقَلْبُ السَّلِيمُ الحنِيفُ الموَحِّدُ...»: أي: القلب السالم من كل قصْدٍ سيِّئٍ، والمتعلق بالله سبحانه وتعالى لا بغيرِه، فلا يخاف إلا الله، ولا يخاف المخلوقين ولا يرجوهم، وإنَّما يخاف
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6502).