×
شرح كتاب العبودية

وَهَذَا هُوَ الشُّهُودُ الصَّحِيحُ الْمُسْتَقيمُ، وَذَلِكَ وَاجِبٌ فِي عِلْمِ الْقلبِ وشهادتِه وَذكْرِه ومعرِفتِه، وَفِي حَال الْقلبِ وعبادتِه وقصدِه وإرادتِه ومحبتِه وموالاتِه وطاعتِه.

****

 قوله: «وَهَذَا هُوَ الشُّهُودُ الصَّحِيحُ المُسْتَقيمُ»: وهو: أنْ لا يرى خالقًا إلا اللهَ جل وعلا، ولا يستحِقُّ العبادةَ إلا اللهُ؛ لا شُهودَ الصُّوفيَّةِ الَّذين لا يَروْنَ في الكوْنِ تَعدُّدًا ولا انقِسامًا، ويُسمُّون ذلك هو التَّوحيدَ!

قولُه: «وَذَلِكَ وَاجِبٌ فِي عِلْمِ الْقَلْبِ وَشَهَادَتِهِ...»: قال تعالى: ﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [آل عمران: 18]، وقال تعالى: ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ [الأعراف: 54]، فالخَلقُ غيرُ الأَمْرِ، فالخَلْقُ: الإيجادُ؛ والأمْرُ هو الشَّرْعُ، فالَّذي يَخلُقُ هو الَّذي يُشرِّعُ ويأمُرُ ويَنهى سبحانه وتعالى.


الشرح