وَفِي قَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَن
كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاَةِ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمن لَمْ يَكُن
ذَبَحَ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللهِ» ([1])، وَمن هَذَا
الْبَابِ قَولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ لرَبيبِه
عُمرَ بنِ أَبى سَلَمَةَ: «سَمِّ اللهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ؛ وَكُلْ مِمَّا
يَلِيكَ» ([2])، فَالْمُرَادُ
أَنْ يَقُولَ باسمِ اللهِ. لَيْسَ المُرَادُ أَنْ يَذْكُرَ الاِسْمَ مُجَرَّدًا.
وَكَذَلِكَ قَوْلُه فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ لعدِيِّ بنِ حَاتِمٍ: «إِذَا
أرْسَلْتَ كَلْبَكَ الْمُعَلَّمَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ فَكُلْ» ([3])،
****
له من متعلق، فـ «باسم» هذا جارٌ ومجرورٌ يحتاجُ إلى مُتعلِّقٍ مُقدَّرٍ، أي: أقرأُ
باسم الله، أو أبتَدِأُ باسم الله.
قوله
رضي الله عنه: «مَنْ كَانَ ذَبَحَ
قَبْلَ الصَّلاَةِ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى. وَمَنْ لمَ ْيَكُنْ ذَبَحَ
فَلْيَذْبَحْ بِسْمِ الله»، وقوله: «فَلْيَذْبَحْ بِسْمِ اللهِ» أي: ليقل باسم الله، فهذا يُفَسِّرُ قولَه
تَعَالى: ﴿وَلَا تَأۡكُلُواْ
مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ﴾
[الأنعام: 121]، أنَّ المُرادَ باسْمِ اللهِ: ليسَ الاسْمَ المُجرَّدَ، وإنَّما هو
الجملةُ.
وقال: لعمرَ بنِ أبي سَلَمَةَ لما جَالَتْ يدُه في الصَّحْفَةِ، «سَمِّ اللهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ؛ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ»، فقوله: «سَمِّ الله» أي: قل باسم الله، وليْس المرادُ أنْ يقولَ: اللهُ، أو هو.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7400).