×
شرح كتاب العبودية

وَكَذَلِكَ قَوْله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ مَنزِلَهُ فَذَكَرَ اسْمَ اللهِ عِنْدَ دُخُولِهِ؛ وَعِندَ خُرُوجِهِ. وَعِندَ طَعَامِهِ. قَالَ الشَّيْطَانُ لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ» ([1])، وأمثالُ ذَلِك كثيرٌ.

وَكَذَلِكَ مَا شُرِعَ للْمُسلمينَ فِي صلاَتِهم وأذانِهم وحجّهِم وَأعْيَادِهِم مِن ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى إِنَّمَا هُوَ بِالْجُمْلَةِ التَّامَّة. كَقَوْل الْمُؤَذّن: اللهُ أكبرُ. اللهُ أكبرُ. أشهَدُ أَن لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؛ أشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. وَقَوْلُ الْمُصَلِّي: اللهُ أكبرُ. سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمَ. سُبْحَانَ رَبِّي الأَْعْلَى. سَمِعَ اللهُ لمَنْ حَمِدَه. رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ. التَّحِيَّاتُ للهِ. وَقَول الملبي: لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك. وأمثالِ ذَلِك. فَجَمِيعُ مَا شَرَعَهُ اللهُ منَ الذّكْرِ إِنَّمَا هُوَ كَلاَمٌ تَامٌّ. لاَ اسْمٌ مُفْردٌ لاَ مُظْهَرٌ وَلاَ مُضْمَرٌ.

****

* كان عديُّ بنُ حاتمٍ رضي الله عنه سَأَلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عنِ الصَّيدِ مَا يُأْكَلُ منه وما يُتْرَكُ؛ فقالَ صلى الله عليه وسلم: «إذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ المعَلَّمَ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ فَكُلْ»، والمراد بقوله: «وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ» أن: تقول: باسم الله عندَ إرْسالِه، وليس المرادُ أن تقول: الله فقط.

 وقال صلى الله عليه وسلم: «إذَا دَخَلَ الرَّجُلُ مَنْزِلَهُ فَذَكَر اسْمَ اللهِ عِنْدَ دُخُولِهِ؛ وَعِنْدَ خُرُوجِهِ. وَعِنْدَ طَعَامِهِ. قَالَ الشَّيْطَانُ لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ»، فإذا أرادَ الإنسانُ أن يدخُلَ بيتَه أو يَخْرُجَ منه فليقُلْ: باسْمِ اللهِ، ولم يقُل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: إذَا أردتَّ دخولَ بيتِك، أو الخروجَ منْه قلْ: اللهُ أو هوَ.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2018).