وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُسمى فِي اللُّغَة كلمة، كَقَوْلِه:
«كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى الِّلّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ،
حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ؛ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ
الْعَظِيمِ» ([1]) وَقَولِه:
«أفْضَلُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شاعِرٌ كلمةُ لبيد: أَلا كلُّ شَيْء مَا خلا اللهَ
بَاطِلُ» ([2])
وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى: ﴿كَبُرَتۡ كَلِمَةٗ تَخۡرُجُ
مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡۚ﴾ [الكهف: 5] الآْيَة، وَقَولُه: ﴿وَتَمَّتۡ
كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقٗا وَعَدۡلٗاۚ﴾ [الأنعام: 115]،
****
فقوله:
«الله أَكْبَرُ. الله أَكْبَرُ»:
جملةٌ تامَّةٌ، وقولُ: «أَشْهَدُ أَنْ لا
إِله إِلاَّ الله؛ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ» جملةٌ تامَّةٌ،
وكلاهما لفظٌ مُفيدٌ، وكذلك قولُ: «اللهُ
أَكْبَرُ. سُبْحَانَ رَبَّي الْعَظِيمِ. سُبْحَانَ رَبِّي الأَْعْلَى. سَمِعَ الله
لِمَنْ حَمِدَهُ. رَبَّنَا وَلَكَ الحمْدُ. التَّحِيَّاتُ الله»: كلُّها جملٌ
مفيدةٌ، لا أن تقولَ: اللهُ فقط أو هو، وهكذا كلُّ الأذْكارِ الَّتي جَاءَتْ في
الصَّلاةِ وغيرِ الصَّلاةِ جُمَلٌ مُفيدةٌ وليستْ أسماءً مفردةً ظاهرةً أو
مُضمرةً، كما يقولُ الصُّوفيَّةُ، فليسَ لهم مجالٌ أبدًا.
قوله:
«وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُسَمَّى فِي
اللُّغَةِ كَلِمَةً»: أي: جملةً مفيدةً وليست لفْظًا مُفردًا.
قوله صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الله الْعَظِيمِ»، قال: كلمتان مع أنها جمل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6682)، ومسلم رقم (2694).