فعلينا أَن نُصدِّقَ خَبَرَه ونُطيعَ أمرَه، وَقد
بَيَّنَ لنا مَا نَعْبُدُ اللهَ بِهِ، ونهانا عَنْ مُحدثاتِ الأُْمُورِ، وَأخْبَرَ
أَنَّهَا ضَلاَلَةٌ. قَالَ تَعَالَى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ
أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا
خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 112].
كما أنَّا مأمورون
أَلا نَخَافُ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نتوكَّلُ إِلاَّ على اللهِ، وَلاَ نرغَبُ إِلاَّ
إِلَى اللهِ، وَلاَ نستعينُ إِلاَّ بِاللَّهِ، وَألا تكونَ عبادتُنا إِلاَّ للهِ،
****
الأصل
الثاني: ليسَ للإنسان أن يعبُدَ اللهَ إلا بما شرَعَه اللهُ
سبحانه وتعالى، وأَمَرَ به على ألْسُنِ أنبيائِه ورسلِه، فليسَ بابُ العبادةِ
مفتوحًا بأن تعبد اللهَ بأيِّ طريقةٍ، ليسَ هناك إلا طريقٌ واحدٌ هو ما شَرَعه
اللهُ وهو الذي نعبُدُ به اللهَ ويُقْبَلُ عند اللهِ، وأمَّا الابتكاراتُ في
العباداتِ والتَّقرُّباتِ الَّتي ما أنزَلَ اللهُ بها منْ سلطانٍ؛ فهذِه مردودَةٌ
وهي بِدَعٌ محدَثَةٌ، حذَّرَ منها الأنبياءُ خُصوصًا نبيَّنا محمَّدًا صلى الله
عليه وسلم فقد حذَّرَ منَ البدَعِ، قال: «مَنْ
أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).
قوله:
«فَعَلَيْنَا أَنْ نُصَدِّقَ خَبَرَهُ
وَنُطِيعَ أَمْرَهُ»: ونعمَلَ بشريعتِه فمعْنَى شهادةِ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ
اللهِ: طاعتُه فيما أَمَرَ، وتصْديقُه فيما أَخَبَرَ، واجتنابُ ما نَهَى عنْه
وزَجَرَ، وأن لا يُعبَدَ اللهُ إلا بما شَرَعَ.
قوله: «وَقَدْ بَيَّنَ لَنَا مَا نَعْبُدُ اللهَ بِهِ»: بيَّنَ لنا صلى الله عليه وسلم ما نعبُدُ اللهَ به، ونهانا عن البدَعِ، ونهانا عنِ الشِّرْكِ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).