فَكَذَلِك نَحن مأمورونَ أَن نتَّبِعَ الرَّسُولَ
ونُطيعُه ونتَأَسَّى بِهِ، فالحَلالُ مَا حلَّلَه وَالْحَرَامُ مَا حرَّمَه،
وَالدِّينُ مَا شَرَعَه.
قَالَ اللهُ
تَعَالَى: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ
مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا
ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ﴾ [التوبة: 59]،
****
قولُه:
«وَنَهَانَا عَنْ مُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ»:
قال صلى الله عليه وسلم: «وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ
ضَلاَلَةٌ» ([1]).
والأصْلانِ جاءَا في قولِه تَعَالى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ
مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ﴾
[البقرة: 112]، فـ ﴿أَسۡلَمَ
وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ﴾ أي:
أخْلَصَ عمَلَه وهذا هو الأصْلُ الأوَّلُ، ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ﴾
أي: متَّبِعٌ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وهذا هو الأصْلُ الثَّاني.
*
فكما أنَّنا مأمورون بالتوحيدِ وإفْرادِ اللهِ بالعبادةِ بجميعِ أنواعِها: منْ
خوْفٍ، ورجاءٍ، ورغْبَةٍ، ورهْبَةٍ، وتوكُّلٍ.. إلى آخر أنواعِ العبادةِ، فكذلك
نحنُ مأمورونَ باتِّباعِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم فنَعمَلُ بما جاء به،
ونَتْرُكُ ما نَهانا عنْه، وقد أَمَرَنا بعبادةِ اللهِ ونهانا عنِ البدَعِ
والمحدثاتِ.
قولُه: «نَحْنُ مَأْمُورُونَ أَنْ نَتَّبعَ الرَّسُولَ»: أي: إنَّنا مأمورون أن نتَّبِعَ سُنَّتَه، ونسيرَ على نَهْجِه، ونُطيعَه لا نُطيع أهواءَنا، ولا نُطيع غيرَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم في أمورِ العبادةِ، وهو واجبُنا نحوَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17142).