×
شرح كتاب العبودية

قوله: «وَنَتَأَسَّى بِهِ»: أي: نقتَدِي به، هو القدْوَةُ لا نَقتَدِي بغيرِهِ في أمورِ العبادةِ، كما قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ [الأحزاب: 21]، أي: قدوةً، تتأسُّوا به، وتقتَدُوا به.

قوله: «فَالحلاَلُ مَا حَلَّلَهُ»: الحلالُ ما أحلَّه الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم.

«وَالحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ» والحرامُ ما حرَّمَه اللهُ، أمَّا أقوالُ النَّاسِ وأقوالُ العلماءِ فما وَافَقَ قوْلَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، أخذْناهُ، وما خَالفَ قوْلَه صلى الله عليه وسلم تَركْناهُ، لا أحَدَ يُحلِّلُ ويُحرِّمُ مِن عِندِه، وإنَّما هذا راجِعٌ إلى ما جاءَ به الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم.

«والدِّينُ ما شَرَعه»: فلو جاء شخْصٌ وحَرَّمَ شيئًا لم يُحرِّمْه الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم لا نُطيعُه، ولو جاء أحَدٌ وأحَلَّ ما حرَّمَه الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم فلا نُطيعُه، ولو جاءَ أحَدٌ بدينِ غيرِ دينِ الرَّسولِ لا نَقْبَلُه، لا نَقْبَلُ دِينًا غيرَ دِينِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم.

قولُه تَعَالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ [التوبة: 59]، هذه الآيةُ في سياقِ الرَّدِّ على المُنافِقين الذين قالَ اللهُ فيهم: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ ٥٨وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ ٥٩ [التوبة: 58- 59].


الشرح