فَجعَلَ الْعِبَادَةَ والخشيةَ وَالتَّقوى للهِ،
وَجعَلَ الطَّاعَةَ والمحبَّةَ للهِ وَرَسُولِه، كَمَا فِي قَول نوح عليه السلام: ﴿أَنِ
ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ﴾ [نوح: 3].
وَقَولِه: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ﴾ [النور: 52].
وأمثالِ ذَلِك.
فالرسُلُ أَمَرُوا
بِعِبَادَتِهِ وَحْدَه
****
أي: أمامَك، فإذا وقعْتَ في شِدَّةٍ فإنَّ اللهَ
يُخلِّصُك منْها لأنَّك حَفِظْتَ دِينَه في حالِ الرَّخاءِ، وحفْظت دِينَه في حالِ
السَّراءِ، فيَحْفَظُك اللهُ في حالِ الشِّدَّةِ وتَجِدُهُ تُجاهَك، «إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ»؛
لأنَّ الاستعانةَ منْ أنواعِ العبادةِ، قال تَعَالى: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5].
جَعَلَ المحبَّةَ والطَّاعةَ للهِ وللرَّسولِ،
فالمُؤمِنُ يُحِبُّ اللهَ ويُحِبُّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم، وليسَ في هذا
شِرْكٌ، فمَحَبَّةُ الرَّسولِ تابِعةٌ لمحبَّةِ اللهِ، والطاعةُ كذلك، قالَ
تَعَالى: ﴿وَأَطِيعُواْ
ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ﴾
[المائدة: 92]، فطاعةُ الرَّسولِ تكونُ تابعةً لطاعةِ اللهِ عز وجل.
بينما
العبادةُ والخشيةُ والتَّقْوى للهِ، فلا يُشارِكُه فيهَا أحَدٌ.
قولُ
نوحٍ عليه السلام: ﴿أَنِ
ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ﴾: العبادةُ خاصَّةٌ باللهِ عز وجل، ﴿وَٱتَّقُوهُ﴾
التَّقْوى خاصَّةٌ باللهِ عز وجل، ثمَّ قال: ﴿وَأَطِيعُونِ﴾؛ لأنَّ طاعتَهم طاعةٌ للهِ، قال تَعَالى: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ
فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾
[النساء: 80].
قولُه تَعَالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ﴾، فالطَّاعةُ للهِ وللرَّسولِ، ﴿وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ﴾، فالخشيةُ والتَّقْوى للهِ، ولمْ يقلْ فمن يخْشَى الرَّسولَ ويتَّقِي الرَّسولَ.