وَالرَّغْبَةُ إِلَيْهِ والتَّوكُّلُ عَلَيْهِ،
وَالطَّاعَةُ لَهُم. فأضلَّ الشَّيْطَانُ النَّصَارَى وأشباهَهُم فأشرَكُوا
بِاللَّهِ وعَصُوا الرَّسُولَ فـ ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ
وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ﴾ [التوبة: 31]،
فَجعلُوا يَرغبونَ إِلَيْهِم ويتَوَكَّلُون عَلَيْهِم يَسْأَلُونَهُمْ، مَعَ
معصِيتِهم لأمْرِهِم ومُخالَفَتِهم لِسُنَّتِهم، وَهدى اللهُ الْمُؤمنِينَ
المخلصين للهِ أهل الصِّرَاط الْمُسْتَقيم، الَّذين عرفُوا الْحق واتبعوه فَلم
يَكُونُوا من المغضوب عَلَيْهِم وَلاَ الضَّالّين،
****
قولُه:
«وَأَمْثَالِ ذَلِكَ» أي: أمثالَ ذلك
كثيرٌ في القرآنِ، لكنَّ القرآنَ يحتاجُ إلى تدبُّرٍ وإلى انْتِبَاهٍ لسِياقاتِه
وأَوَامِرِهِ ونَواهِيه حتَّى يَفْهَمَ الإنسانُ القرآنَ على الوجهِ الصَّحيحِ.
قوله:
«فَالرُّسُلُ أُمِرُوا بِعِبَادَتِهِ
وَحْدَهُ»: جميعُ الرُّسلِ أَمَروا بعبادةِ اللهِ وأنكروا الشِّرْكَ، كما قال
تعالى: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ
إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾
[الأنبياء: 25]، كلُّ الرُّسلِ أَمَروا بها، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾
[النحل: 36]، فكلُّ الرسلِ جاءوا بالأمرِ بعبادةِ اللهِ وحْدَه، والنهْيِ عنِ
الشِّرْكِ، هذا أجمعَ عليه الرُّسلُ عليهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ.
قوله:
«وَالرَّغْبَةِ إلَيْهِ وَالتَّوَكُّلِ
عَلَيْهِ، وَالطَّاعَةِ لهُمْ»: لأن هذه أنواع العبادة.
قوله: «فَأَضَلَّ الشَّيْطَانُ النَّصَارَى وَأَشْبَاهَهُمْ»: فالنصارى وهم الذين ينتَسِبون إلى دينِ المسيحِ عيسَى بنِ مريمَ عليه السلام، عَصُوا المسيحَ وخالَفوا أمْرَه وعبَدُوا اللهَ بما لمْ يُشَرِّعْه لهم.