×
شرح كتاب العبودية

قوله: «فَجَعَلُوا يَرْغَبُونَ إلَيْهِمْ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَيْهِمْ وَيَسْأَلْونَهُمْ، مَعَ مَعْصِيَتِهِمْ لأَمْرِهِمْ وَمُخَالَفَتِهِمْ لسُنَّتِهِمْ»: هم ينتسبون إلى المسيحِ وهم يعصُونه، يُخالِفُونه، وهذا تَنَاقُضٌ منهم.

قوله: «وَهَدَى اللهُ المُؤْمِنِينَ المُخْلِصِينَ للهِ»: أي: من النَّصارى فمنْهم نَاسٌ مُخلِصونَ وعِبادٌ للهِ عز وجل، يَعبدُونَ اللهَ وحْدَه لا شَرِيكَ له، والضَّلالُ والشِّرْكُ إنَّما حَصَلاَ منْ بَعْضِهم.

قوله: «أَهْلَ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ، الَّذِينَ عَرَفُوا الحقَّ وَاتَّبَعُوهُ فَلَمْ يَكُونُوا مِنْ المغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ»: وقد أَمَرَنا اللهُ جل وعلا أن نستعيذَ منْ سبيلِ أهْلِ الضَّلالِ وطريقِهم وصِرَاطِهم، قال تَعَالى: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧ [الفاتحة: 6- 7]، وهم الذين جَمَعوا بينَ العِلْمِ النَّافِعِ والعمَلِ الصَّالحِ ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ، وهمُ الَّذين أَخَذُوا العِلْمَ وتَرَكوا العمَلَ وهمُ اليهودُ، ﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ وهم الَّذين أَخَذُوا العمَلَ وتَركُوا العِلْمَ، فهم يَعبدُونَ اللهَ على جَهْلٍ وضَلالٍ.


الشرح