وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيُسَبِّحُونَهُۥ
وَلَهُۥ يَسۡجُدُونَۤ۩﴾ [الأعراف: 206].
وَذَمَّ
الْمُسْتَكْبرِينَ عَنْهَا بقَوْلِهِ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ
ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي
سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].
*****
يَكُونَ عَبۡدٗا
لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ وَمَن يَسۡتَنكِفۡ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ
وَيَسۡتَكۡبِرۡ فَسَيَحۡشُرُهُمۡ إِلَيۡهِ جَمِيعٗا ١٧٢فَأَمَّا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَيُوَفِّيهِمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدُهُم مِّن
فَضۡلِهِۦۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡتَنكَفُواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمۡ عَذَابًا
أَلِيمٗا وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ١٧٣﴾ [النساء: 172- 173]. فالملائكة بجميع طبقاتهم يعبدون
الله سبحانه وتعالى ليلاً ونهارًا لا يفترون عن عبادتهِ. ومن استكبر عن عبادتهِ
فعذابه أليمًا من الملائكةِ وغيرهم.
فالعبادةُ
شاملةٌ لكلِّ الخَلْقِ بما فيهم الملائكةُ الكِرامُ عُمومًا، والملائكةُ
المُقرَّبون خصوصًا، والأنبياءُ والرُّسل، والأولياءُ والصالحون، وسائرُ الخَلْق،
فكُلُّهم عبادٌ للهِ سبحانه وتعالى يجِبُ أن يعبدُوه وحدَه لا شريكَ له وأن لا
يُشركوا به شيئًا. ولا يَستكبِروا عن عبادتِه.
وقولُه تَعَالى: «﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
عِندَ رَبِّكَ﴾
[الأعراف: 206] »: هم: الملائكة المقربون، ﴿لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ
عِبَادَتِهِۦ﴾، لا يقولون: نحن بلغْنا
مَنْزلةً عاليةً عندَ اللهِ فلا نحتاجُ إلى العبادةِ كما تقولُه غُلاةُ
الصُّوفية.
اللهُ
سبحانه وتعالى ذَمَّ المُستكبرين عن عبادتِه، وتَوعَّدَهم بأشدِّ الوعيد، فقالَ
سبحانه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ
ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي
سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾، فسَمَّى
الدعاءَ عِبادة، و«الدُّعَاءُ هُوَ