×
شرح كتاب العبودية

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَٰلَةُۚ [النحل: 36]، وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ [الأنبياء: 25]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ [المؤمنون: 52]،

*****

قوله: «وقال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَٰلَةُۚ [النحل: 36] ».

أرسلَ اللهُ الرُّسُلَ للأممِ تأمُرُهم بهذا الأمرِ العظيمِ وهو عبادةُ اللهِ وترْكُ عبادةِ ما سِواه، وكلُّ عبادةٍ لغيرِ اللهِ فإنَّها عبادةٌ للطَّاغوتِ والطَّاغُوتُ: هو كُلُّ ما عُبِد من دُونِ اللهِ عز وجل، فإن كان المعبودُ يَرضَى بهذا فهو طَاغوت، وإن كان لا يرضَى بهذا كالأنبياءِ والرُّسُلِ والأولياءِ الصالحين فهي عبادةٌ للطاغوتِ الذي هو الشَّيطان؛ لأنَّه هو الذي أمَرَ بها، وقوله: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ أي: لِكُلِّ جيلٍ من الناس، ﴿رَّسُولًا يأمرهم بقولهِ: ﴿أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم، أي: من هذه الأممِ ﴿مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ، أي: من امتثلَ لهذا الأمرِ فعبَدَ اللهَ سبحانه وأطاعَ الرُّسُل، ﴿وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَٰلَةُۚ أي: منهم من حَقَّتْ عليه الضلالةُ المُقدَّرةُ عليه من اللوحِ المحفوظِ بسببِ عُتُوِّه وعِنَاده، فأبَى أنْ يَعبُدَ اللهَ سبحانه وتعالى وعَبَد غيرَه؛ وذلك بسببِ دُعاةِ الضَّلالِ من شياطينِ الإنسِ والجن، حيثُ أحدثُوا في الناسِ الشركَ وصرَفُوهم عن عبادةِ الله، في حينِ أنَّ اللهَ هو المُستَحِقُّ للعبادةِ دونَ


الشرح