أهْوِنْ بِذَا الطَّاغُوتِ لاَ عَزَّ اسْمُهُ **** طَاغُوتُ ذِي
التَّعْطِيلِ وَالْكُفْرَانِ
كَمْ
مِنْ أَسِيرٍ بَلْ جَرِيحٍ بَلْ قَتِيـ **** ـلٍ تَحْتَ ذَا
الطَّاغُوتِ في الأزْمَانِ
وَتَرَى
الجَبَانَ يَكَادُ يُخْلَعُ قَلْبُهُ **** مِنْ لَفْظِهِ تَبًّا
لِكُلِّ جَبَانِ
وَتَرَى
المُخَنَّثَ حِينَ يَقْرَعُ سَمْعَهُ **** تَبْدُو عَلَيْهِ
شَمَائِلُ النِّسْوَانِ
****
3-
ويُطلقُ الطَّاغوتُ على الشَّيطانِ، وهو رأسُ الطواغيتِ، فكُلُّ مَنْ تمرَّدَ عن
طاعةِ اللهِ من جُنودِ إبليس فهو طاغوتٌ.
«أَهْوِنْ»:
هذه كَلِمة تعجُّبٍ، والمعنى: ما أشدَّ هَوانَهُ؛ لأنهُ ليسَ بشيء.
كم
أهلكَ هذا الطَّاغُوت مِن أتباعِه؟ فصارُوا جهميَّةً أو مُعتزِلَةً أو أشاعِرةً،
كُلُّهم صَرعَى لهذا الطَّاغوتِ الذي حملَهُم على نفْيِ ما أثْبتَهُ اللهُ لنفسهِ
أو أثبتَه له رسُولُه.
ترى
الجبانَ يخافُ مِن هذا الطَّاغوتِ لكنَّ المؤمنَ القويَّ لا يُهِمُّهُ؛ لأنّه
باطلٌ، والباطلُ لا يقومُ أبدًا.
المُخنَّثُ
هو المُشْتَبِهُ أمرُه، والانخناثُ هو الاشتباهُ، فهو مُذَبْذَبٌ، يكونُ مع أهل
الحقِّ، ولا يكونُ مع أهلِ الباطِلِ، فتبدُو عليه صِفاتُ النِّساءِ مِنَ الذِّلةِ
والمهانةِ، فيتحوَّلُ من كَوْنِه رَجُلاً إلى صفةِ امرأةٍ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد