وَيَظَلُّ مَنْكُوحًا لِكُلِّ مُعَطِّلٍ**** وَلِكُلِّ
زِنْدِيقٍ أَخِي كُفْرَانِ
وتَرَى
صَبِيَّ العَقْلِ يُفزِعُهُ اسْمُهُ **** كَالغُولِ حِينَ
يُقالُ لِلصِّبْيَانِ
كُفْرانَ
هَذَا الاِسْمِ لاَ سُبحَانَهُ **** أَبَدًا وَسُبْحَانَ
العَظِيمِ الشَّانِ
****
منكوحٌ
عقْلُهُ بالآراءِ والمُعتقداتِ، وليس مَنكوحًا بفِعْلِ الفاحشةِ، لكنَّهُ منكوحٌ
بالآراءِ والاعتقاداتِ الباطلة، فأدخلوها عليه، وأفسدُوه بها كما يَفْسَدُ الملوطُ
به، فيتحوَّلُ مِن الرُّجوليَّةِ إلى الأنوثيَّةِ، ورُبَّما يُصابُ بِمَرضٍ لا
يَصبرُ معه عنِ اللِّوَاط، ويطلبُه بكلِّ وسيلةٍ، ويدعو الناسَ للفعلِ به، وهذا
واقعٌ ومعروفٌ - ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ - فهكذا هؤلاءِ لمَّا فتحُوا على
أنفسِهم تَرْكَ الكتابِ والسُّنَّةِ، وأخذوا عِلمَ الكلام، نكحَهُم هؤلاءِ
الكُفَّارُ، بمعنى: أنَّهُم أفسدُوا عقائِدَهُم كما يُفْسِد صاحب اللِّواط مَنْ
يفعل به الفاحِشَة، هذا وهذا من بابِ التَّشْبِيه.
صبي
العقل: هو الذي عقلُهُ صَغِيرٌ مِثْلُ عقلِ الطِّفلِ، وإن كانَ كبيرًا في جِسمِه؛
ولذلك يقولُ حسَّان:
لاَ عَيْبَ فِي القَوْمِ مِنْ طُولٍ وَمِنْ قِصَرٍ **** جِسْمُ
البِغَالِ وَأَحْلاَمُ العَصَافِيرِ
يعني:
أَنَّ أجسامَهُم كبيرةٌ لكن ليس لهمْ أحلامٌ ولا عُقول، فعقُولهم صغيرةٌ.
يقولُ:
كفرتُ بهذا الاسمِ: اسم الطاغوت الذي هو التَّجسِيمُ، واعتقدتُ بُطلانَه، لا
سُبحانه كما يُنزِّهُهُ، ويُقدِّسُه أصحابُكمْ، ويُحكِّمونَهُ، فأنا لا أُنَزِّهُهُ،
ولا أقدِّسُهُ، وإنّما أُنزِّه، وأسبِّحُ اللهَ الذي يَستحقُّ التسبيحَ
والتَّنزِيهَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد