كَمْ ذَا التَّتَرُّسُ بِالمُحَالِ أَمَا تَرَى **** قَدْ مَزَّقَتْهُ
كَثْرَةُ السُّهْمَانِ
جِسْمٌ
وَتَجْسِيمٌ وَتَشْبِيهٌ أمَا **** تَعْيُونَ مِن فَشْرٍ ومِنْ
هَذَيَانِ
أَنْتُمْ
وَضَعْتُمْ ذَلِكَ الطَّاغُـوتَ ثُمْ **** مَ بِهِ
نَفَيْتُمْ مُوجِبَ القُرْآنِ
وَجَعَلْتُمُوهُ
شَاهِدًا بَلْ حَاكِمًا **** هَذَا عَلَى مَنْ يَا
أُوْلي العُدْوَانِ
****
يتتَرَّسُون
بعِلْمِ الكلامِ كما يَتَترَّسُ المُقاتِلُ بالتُّرسِ الذي يقِيهِ مِنَ السِّلاح،
فهم يَتَّقونَ الكتابَ والسُّنَّةَ بعِلم الجَدَلِ والكلامِ، وهذا التُّرسُ
مزَّقتْهُ سِهامُ الحقِّ فلا يَنْفع أصْحابَهُ، ولا يدفَعُ عنهم سِهامَ الكتابِ
والسُّنَّةِ.
هذه
اصطلاحاتُ عقيدتِكُم، وهي: نفيُ الجِسم والتَّجسيم، أمَّا إثبات الأسماء والصفات
كما جاءت في الكتابِ والسُّنَّة، فهذا لا تلْتَفِتون إليه، وإنَّما تشتغلونَ
بِالجِسْم والتَّرْكِيب ومُصْطَلحاتٍ ما أنزلَ اللهُ بها مِنْ سُلطان. والفَشْرُ
والهَذَيان اسمانِ للكَذِب.
وضعْتُم
هذا الطَّاغوتَ، وهو التَّجْسِيم، ونفيْتُمْ به مُوجبَ القرآنِ، فالأصلُ عندهم هو
قواعدُ المَنطقِ، فما وافَقها قَبِلُوه، وما خالفها ردُّوه بالتحريفِ والتأويل.
هَذا
وَجْهُ تَسْمِية التَّجْسِيم بالطَّاغُوتِ أنَّهم جعلُوه حَاكِمًا يحْكُم في
العقيدةِ فما وافَقَهُ فإنَّه يُقبَلُ، وما خالفَهُ فإنَّه يُرَدُّ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد