×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

أَعَلَى كِتَابِ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ **** بِاللهِ فاسْتَحْيُوا مِنَ الرَّحْمَنِ

فَقَضَاؤُهُ بِالجَوْرِ والعُدْوانِ مِثْـ **** ـلُ قِيَامِهِ بالزُّورِ والعُدْوانِ

وَقِيَامُهُ بالزُّورِ مِثْلُ قَضَائِهِ **** بالجَوْرِ والعُدْوَانِ والبُهْتَانِ

كَمْ ذِي الجَعاجِعُ لَيْسَ شَيْءٌ تَحْتَهَا **** إِلاَّ الصَّدَى كَالبُومِ فِي الخِربانِ

****

عَلى ماذا نَصَّبتمُ هذا الطَّاغوتَ، نَصَّبتمُوه على كتابِ اللهِ وَسُنَّةِ ورَسُولِه، استَحْيُوا مِن أنفُسِكُم أنَّكم تقابلونَ كلامَ اللهِ ورسولِهِ بهذا الطَّاغُوتِ، وترفضونَ كلامَ الله والرسول، وتعتقدونَ ما يقتَضِيهِ هذا الطَّاغُوت، ويَحْكُم به.

قَضاء هذا الحاكِم الذي هو الطَّاغُوت بالجَوْرِ والظُّلمِ؛ لأنَّ أصْلَهُ مُزَوَّرٌ لا حَقِيقة له، ولا يَقْضِي بالحقِّ، فالقضاءُ قضاءُ الله ورسولهِ، أمَّا قضاء غيرِ الله ورسولِه فهو قضاءٌ باطلٌ ليسَ بشيءٍ، فهو كُلُّهُ زُور، والزُّور هو الكَذِب، فشهادةُ الزُّورِ تعني: شهادةَ الكَذِب، وسُمِّيتْ زُورًا من التَّزْوِير، وهو تزيينُ الشَّيْءِ وتحْسِينُه وتزويقُه حتَّى يُقبل.

شبَّهَ ابنُ القيِّم هذا الطَّاغوتَ بنعيقِ البُوم على الخراب، فالبومُ يصيحُ على الخرابِ، وليس لِصَوتِها فائدةٌ، فكلامُ هؤلاءِ مِثْلُ أصواتِ البومِ على الخِربانِ لا يُلتَفَتُ إليه، ولا يُقامُ له وَزْنٌ، وإنَّما المُعوَّلُ على الكِتاب والسُّنَّةِ.


الشرح