وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ مُلْحِدِكُمْ وَقَدْ **** جَحَدَ
الصِّفَاتِ لِفَاطِرِ الأَكْوَانِ
لَوْ
كَانَ مَوْصُوفًا لَكَانَ مُرَكَّبًا **** فَالْوَصْفُ
وَالتَّرْكِيبُ مُتَّحِدَانِ
ذَا
المَنجَنِيقُ وَذَلِكَ الطّاغُوتُ قَدْ **** هَدَمَا
دِيَارَكُمُ إِلَى الأَرْكَانِ
وَاللهُ
رَبِّي قَدْ أَعَانَ بِكَسْرِ ذَا **** وَبِقَطْعِ ذَا سُبحَانَ
ذِي الإِحْسَانِ
****
مثلُ
التَّجْسِيم في البُطلان قولُ مُلحدِهم: إنَّ إثباتَ الصِّفاتِ يقتضي
التَّرْكِيبَ، أي أنَّ اللهَ مُرَكَّبٌ مِن هذه الصفاتِ، وهذا كلامٌ باطلٌ، فالتركيبُ
لم يُذْكَر في الكتابِ ولا في السُّنَّةِ لا نَفْيًا ولا إثباتًا، فنحنُ لا
نُثْبِتُه ولا نَنفِيه، فلا نُقيم له وزنًا إلاّ من بابِ الردِّ عليهِ وإبطاله،
ولا يلزم من إثباتِ الصفاتِ التَّرْكِيبُ.
هذا
المَنْجَنِيق الذي نَصبتُمُوهُ على أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ لِرميهم به،
والطَّاغُوت الذي حكَّمتموه، هذا يرجِعُ ضَرَرُه عليكم أنتُم، ولا يَضرُّ أهلَ
السُّنَّةِ والجماعةِ؛ وذلك لأنَّهم متحصِّنُونَ بالكتابِ والسُّنَّةِ.
أعانَ
اللهُ أهلَ السُّنَّةِ على تدميرِ هذه الأقاويل وإبطالِها بمعاوِلِ الكتابِ
والسُّنَّةِ، قال تعالى: ﴿وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ
وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا﴾
[الفرقان: 33] وقال الإمام المجدِّدُ شيخُ الإسلام محمد بن عبد الوهَّاب رحمه الله
في رسالة كَشْف الشُّبُهات: «لاَ يَأْتِي أَهْلُ البَاطِلِ بِشُبْهَةٍ إِلاَّ وَفي
القرآنِ ما يُبطِلها، ويُبيِّنُها» وهذا في مختلف الأزمان.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد