فَلَئِنْ زَعَمْتُمْ أنَّ هَذَا لاَزِمٌ **** لِمَقالِكُمْ
حَقًّا لُزُومَ بَيَانِ
فَلَنا
جَوابَاتٌ ثَلاَثٌ كُلُّها **** مَعْلُومَةُ الإيضاحِ وَالتِّبْيَانِ
مَنْعُ
اللزومِ وَمَا بِأَيْدِيكُمْ سِوَى **** دَعْوَى
مُجرَّدَةٍ عَنِ البُرْهَانِ
لاَ
يَرْتَضِيها عَالِمٌ أو عَاقِلٌ **** بَلْ تلكَ حِيلَةُ مُفلسٍ
فَتَّانِ
****
إِذَا
قُلْتُمْ: إنَّه يَلْزَمُ مِن إثباتِ الصِّفات، إثباتُ التَّجْسِيم، واللازم إذا
كان باطلاً فإنَّ الملزومَ يكونُ باطلاً. فابنُ القيِّمِ يقولُ: نُجِيبكمْ عَن
ذلكَ بثلاثةِ أجوبةٍ:
الأول:
نُجيبُ بِأنَّه لا يلزمُ من إِثْباتِ الصِّفاتِ التَّجْسِيمُ، ولمْ يقُلْ بهذا
إلاَّ أنتم، وأمَّا الرُّسل وأتباعُهم فلم يَقُولوا بِهذا.
الثاني:
إذا تنزَّلنا معكُم، وَقُلنا: إنَّه يلْزَمُ ذلك فلازمُ الحقِّ حَقٌّ كما أنَّ
لازمَ الباطلِ باطلٌ، لكن أَثْبِتُوا لَنا أنَّه يلْزَمُ ذلك فلا يُمْكِنُ أنْ
يلزَمَ إلاَّ وَهُو حَقٌّ. ويأتي الجوابُ الثَّالِثُ.
إذا
قُلتم: إنَّه لازمٌ، ولكنَّكُم تَنْفُونه، وهو لازِمٌ، قُلنا: إذا كانَ يلزمُ
القرآنَ والسُّنَّةَ، فلازمُ القرآنِ والسُّنَّةِ صحيحٌ، فلازِمُ الحقِّ حقٌّ لكن
عليكم الإثبات بأنَّه يلزمُ أوَّلاً.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد