وَتَأَصَّلَتْ تِلْكَ العَدَاوَةُ بَيْنَنَا **** مِنْ يَوْمِ أَمْرِ اللهِ لِلشَّيْطَانِ
بِسُجُودِهِ
فَعَصَى وَعَارَضَ أَمْرَهُ **** بِقِيَاسِهِ وَبِعَقْلِهِ الخَوَّانِ
فَأَتَى
التَّلاَمِيذُ الوِقَاحُ فَعَارَضُوا **** أَخْبَارَهُ بِالفَشْرِ وَالهَذَيَانِ
وَمُعَارِضٌ
لِلأَمْرِ مِثْلُ مُعَارِضِ الْـ **** أَخْبَارِ هُمْ في كُفرِهِمْ صِنْوَانِ
****
فالحربُ
قائمةٌ بيْنَنا وبينَكُم مُنذُ أن أمرَ اللهُ الملائِكَةَ بالسُّجودِ لآدمَ
فسجَدُوا إلاَّإِبْليسَ حيثُ لجأَ إلى القياسِ فعارَضَ أمْرَ اللهِ تعالى، وقال: ﴿أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ﴾
[الأعراف: 12] فأولُ مَن قاسَ القياسَ الفاسِدَ هو إبليسُ، فحصلَتِ الحربُ بينَ
حِزْبِ اللهِ وحِزْبِ الشَّيطانِ مِن ذلك الوقتِ.
تلاميذ
الشَّيطانِ هُم: أهلُ الضَّلالِ نَحَوْ مَنْحَى الشَّيطانِ،
فعارَضُوا الوَحْيَ بقواعِدِهم العقليَّةِ والجدليَّةِ والمَنطقِيَّةِ. هذا هو
سلاحُهُم، وهذا ما عِندهم.
الوَحْيُ
قِسمان: إمَّا أمْر: وهو التشريعُ، وإمَّا خَبرٌ عن
اللهِ وأسمائِهِ وصفاتهِ وعن عِلم الغيب، وما يكونُ في آخِرِ الخليقةِ،
فلابُدَّ مِن تصديقِ الخبرِ وامتثالِ الأمْرِ. وأهلُ الباطل يُعَارِضون الخبرَ
والأمْرَ، فَيُكذِّبُونَ بالخبرِ، ولا يَمْتَثِلُون الأمْرَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد