×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

وَرَمَيْتُمُ أهْلَ الحَدِيثِ بَأَسْهُمٍ  ****  عَنْ قَوْسِ مَوْتُورِ الفُؤَادِ جَبَانِ

فَتَتَرَّسُوا بِالوَحْيِ وَالسُنَنِ الَّتِي  ****  تَتْلُوهُ نِعْمَ التُّرسُ لِلشُّجْعَانِ

هُوَ تُرْسُهُمْ وَاللهِ مِنْ عُدْوَانِكُمْ  ****  والتُّرْسُ يَوْمَ البَعْثِ مِنْ نِيرَانِ

أَفَتَارِكُوهُ لِفَشْرِكُمْ ومُحَالِكُمْ  ****  لاَ كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ الرَّحْمَنِ

ودَعَوْتُمُونَا لِلَّذِي قُلْتُمْ بِهِ  ****  قُلْنَا مَعاذَ اللهِ مِنْ خِذْلاَنِ

فَاشَتَدَّ ذَاكَ الحَرْبُ بَيْنَ فَرِيقِنَا  ****  وَفَرِيقِكُمْ وَتَفَاقَمَ الأَمْرَانِ

****

 أهلُ الحديث: هُمُ المتَمَسِّكُونَ بِالكِتابِ والسُّنَّةِ فهُم يأخذونَ عقيدَتَهُم مِنهما، وتترَّسُوا بتُرسِ الكتابِ والسُّنَّةِ، يَدْفعُون بهِ الأهواءَ والشُّبُهات، فبِهما العِصْمَة من الخطأ والضَّلال، وهذا في الدُّنيا، وفي الآخرةِ يَقِيهم هذا التُّرْس من النَّارِ؛ لأنَّهُ يُوصِّل إلى الجنَّة، فنحنُ لا نترك هذا التُّرسَ من أجلِ أهوائِكُم ومِن أجلِ رغباتِكم.

تدعُونَنا إلى عِلم الجدلِ وعلمِ الكلامِ، ونحنُ نستعيذُ باللهِ أن نجِيبَكُم إلى هذِه الدَّعْوَى؛ لأنَّها دَعوةٌ إلى الضَّلاَلِ.

لمَّا أبَيْنَا أنْ نأخُذَ ما دعوْتُمُونا إليهِ، واعتَصمْنَا بالكتابِ والسُّنَّةِ، حصلتِ الحربُ بينَنا وبينكُم، الحَرْب الكلامِيَّة الجدَلِيَّة، وتارةً تكونُ حربًا بالسِّلاحِ.


الشرح