أصَّلْتُمُ أصْلاً وأصَّلَ خَصْمُكُمْ **** أصْلاً فَحِينَ تَقَابَلَ الأَصْلاَنِ
ظَهَرَ
التَّبَايُنُ فَانْتَشَتْ مَا بَيْنَنَا الْـ **** ـحَرْبُ العَوَانُ وَصِيحَ بِالأَقْرَانِ
أصَّلْتُمُ
آرَاءَ الرِّجَالِ وخَرْصَهَا **** مِنْ غَيْرِ بُرهَانٍ وَلاَ سُلْطَانِ
هَذَا
وكَمْ رأيٍ لَهُمْ فَبِرَأْي مَنْ **** نَزِنُ النُّصُوصَ فأوْضِحُوا بِبَيَانِ
كلٌّ
لَهُ رَأْيٌ وَمَعْقُولٌ لَهُ **** يَدْعُو وَيَمْنَعُ أَخْذَ رَأْيِ فُلاَنِ
****
الحربُ العوان: هي
الحربُ المُستَمِرَّة الدَّائِمة، لمَّا أصَّلنا على الكتابِ والسُّنَّةِ
وأصَّلتُم على غيرهما، حصلتِ الحربُ والأخذُ والرَّد والمناوشاتُ بينَنا وبينكم،
وستستَمِرُّ إلى أنْ تقومَ الساعةُ.
أَصْلُكُم
آراءُ الرجالِ، قالَ فلانٌ، وقالَ فلانٌ، وأمَّا أصلنا: فقال اللهُ، وقالَ رسولُه
لا نَعْدِل عن ذلكَ أبدًا.
«كَم»
هُنا بمعنى كَثِير، فإذا كان المصدرُ هو الآراءُ، فالآراءُ كثيرةٌ ومُختلِفَة،
فمَنْ نتَّبع من الآراء؟ والآراءُ تتناقضُ، وتتضارَبُ، وتختلِفُ فمَنْ نتَّبِعُ؟
وأمّا أهلُ الكتابِ والسُّنَّةِ فمَصدرُهم واحد لا يختلِفُ، هو قال اللهُ، وقال
رسولُهُ.
ولِهَذا
هم فيما بينَهُم متناقِضُون ومُختلِفُون، كما قال تعالى: ﴿كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد