لَكِنْ أَخُو الغَفَلاَتِ مُنقَطِعٌ بِهِ **** بَيْنَ المَفَاوِزِ تَحْتَ ذِي الغِيلاَنِ
صَيْدُ
السِّبَاعِ وَكُلِّ وَحْشٍ كَاسِرٍ **** بِئْسَ المُضِيفُ لأَِعْجَزِ الضِّيفَانِ
وَكَذَلِكَ
الشَّيْطَانُ يَصْطَادُ الَّذِي **** لاَ يَذْكُرُ الرَّحْمَنَ كُلَّ أَوَانِ
****
أمَّا
الذي لم يكُن مع المُفرِّدِينَ فإنَّه قد قعَدَتْ به راحلتُهُ، وانقطعَتْ به في
المَفاوِزِ المُهلِكَة، فالنَّاسُ إِمَّا سابقٌ للخيرِ أو مُنقطعٌ به في مَفاوزِ
الهلاكِ؛ فليسَ هناكَ قِسمٌ ثالث. والغِيلان ما يتَراءَى للناسِ في المَفاوزِ في
ظلامِ اللَّيلِ مِن تشكُّلِ الأضواءِ هو مِن عملِ الجِنِّ لتَضليلِ النَّاسِ عنِ
الطَّرِيق.
فَإِذا
انقطعَتْ بِهِ السُّبُلُ، وبَقِيَ في أثناءِ الطَّرِيقِ تسلَّطَتْ علَيْهِ
السِّبَاعُ تنْهشُهُ، وَتأكلُه، فصارَ ضَيْفًا لَها، وَهِيَ بِئْسَ المُضِيفُ،
والمُرادُ هُنا الشَّياطِينُ.
لا يُبعدُ الشَّيْطانَ عَنِ الإنسانِ إلا ذِكْرُ اللهِ سبحانه وتعالى؛ ولذا سمَّاهُ اللهُ بـ ﴿ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ﴾ [الناس: 4] فَهُوَ يُوسْوِسُ إذا غفَلَ الإنسانُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ، ويَخْنَس، أي: يتأخَّر عنه إذا ذكَرَ اللهَ تعالى، فَهو وَسْوَاس خَنَّاس.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد