×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

وَالذِّكْرُ أَنْوَاعٌ فَأَعْلَى نوعِهِ  ****  ذِكْرُ الصِّفَاتِ لِرَبِّنَا المَنَّانِ

وَثُبُوتُهَا أَصْلٌ لِهَذَا الذِّكْرِ والنْـ  ****  نَـافِي لَهَا دَاعٍ إِلَى النِّسْيَانِ

فَلِذَاكَ كَانَ خَلِيفَةَ الشَّيْطَانِ ذَا  ****  لاَ مَرْحَبًا بِخَلِيفَةِ الشَّيْطَانِ

وَالذَّاكِرُونَ عَلَى مَراتِبِهِمْ فَأَعْـ  ****  ـلاَهُمْ أُوْلُو الإِيمَانِ وَالعِرْفَانِ

بِصِفَاتِهِ العُلْيَا إِذَا قَامُوا بِحَمْـ  ****  ـدِ اللهِ فِي سِرٍّ وَفِي إِعْلاَنِ

****

 إذا كانَ لا يَنجُو من الشَّيطانِ إلاَّ مَنْ ذكرَ اللهَ، فأعلَى أنواع الذِّكْر: ذكرُ صِفاتِ اللهِ وأسمائِه جل وعلا بأنَّ نُسبِّحَهُ، ونُقَدِّسَهُ، ونتوسَّلَ إليهِ بأسمائِه وصِفاته، هذا هو أعلى أنواع الذِّكر.

إذا نُفِيَتِ الأسماءُ والصِّفات، فَبِماذا يُذْكَر اللهُ تعالى، وَبِمَ يُعظَّم ويُعْرَفُ؟ فلا يُذْكَر، ويُعظَّم، ويُعرَفُ إلاّ بأسمائِه وصفاتهِ سبحانَه وتعالى.

الذي ينفي الأسماءَ والصِّفاتِ يكون خليفةً للشَّيطانِ ولا مَرْحبًا به.

الذَّاكِرون اللهَ تعالى على مراتِبَ: أعلاهُم أهلُ المعرفةِ باللهِ تعالى وبأسمائِهِ وَصِفاته، فهؤلاءِ هُم أعلى أنواعِ الذَّاكِرين للهِ تعالى، فهم يُناجونَه تعالى، ويتقرَّبونَ إليهِ بالتوسُّلِ بأسمائِه وصفاتِه، ويمدَحُونه، ويُثْنُون عليه بها.


الشرح