وأخصُّ أَهْلَ الذِّكْرِ بِالرَّحْمَنِ أعْـ **** ـلَمُهُمْ بِهَا هُمْ صَفْوَةُ الرَّحْمَنِ
وَكَذَاكَ
كَانَ مُحَمَّدٌ وأبُوهُ إبْـ **** ـرَاهِيمُ والمَوْلُودُ مِنْ عِمْرَانِ
وَكَذَاكَ
نُوحٌ وَابْنُ مَرْيَمَ عِنْدَنَا **** هُمْ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ إنْسَانِ
لِمَعَارِفٍ
حَصُلَتْ لَهُمْ بِصِفَاتِهِ **** لَمْ يُؤْتَهَا أحَدٌ مِنَ الإنْسَانِ
وهُمْ
أُولُو العَزْمِ الذينَ بِسُورَةِ الْـ **** أحْزَابِ والشُّورى أتَوْا بِبَيَانِ
وَكَذَلِكَ
القُرآنُ مَمْلُوءٌ مِنَ الْـ **** أَوْصَافِ وَهْيَ القَصْدُ بِالقُرآنِ
لِيَصِيرَ
مَعْرُوفًا لَنَا بِصِفَاتِهِ **** وَيصِيرَ مَذْكُورًا لَنَا بِجَنَانِ
****
أَخَصُّ
أهلِ الذِّكرِ وأعرفُهم أعلَمُهم بمعاني أسماءِ الله وصفاتِه، وفي هذا ردٌّ على
الذين يقولون: إنَّها ألفاظٌ بِدُون معانٍ، أو يقولون: لها معانٍ، ويُفوِّضُون
عِلمها إلى الله تعالى، أو يقولونَ: لها معانٍ على غيرِ ظاهِرها.
وَكَذَلِكَ
القرآنُ إِذَا تدَبَّرْتَ الآياتِ لمْ تَجِدْ آيَةً تَخْلُو مِن ذِكْرِ صِفَةٍ من
صِفاتِ اللهِ أَوِ اسمٍ من أسمائِهِ سبحانه وتعالى، فالقرآنُ مَملوءٌ مِن أسماءِ
اللهِ وصفاتِهِ، والقصدُ من إنزالِ القرآنِ هو التعلُّقُ باللهِ سبحانه وتعالى
بأسمائِهِ وصفاتِه، والأوامر والنواهي، والحلال والحرام،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد