×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

ولِسَانٍ أيْضًا مَعْ مَحَبَّتِنَا لَهُ  ****  فلأجْلِ ذَا الإثْباتُ فِي الإِيمَانِ

مِثْلُ الأسَاسِ مِنَ البِنَاءِ فَمَنْ يَرُمْ  ****  هَدْمَ الأسَاسِ فكَيْفَ بالبُنْيَانِ

واللهِ مَا قَامَ البِنَاءُ لِدِينِ رُسْـ  ****  ـلِ اللهِ بِالتَّعْطِيلِ لِلدَّيَّانِ

مَا قَامَ إلاَّ بِالصِّفَاتِ مُفصَّلاً  ****  إِثْبَاتَها تَفْصِيلَ ذِي عِرْفَانِ

فَهِيَ الأَسَاسُ لِدِينِنَا وَلِكُلِّ دِيـ  ****  ـنٍ قَبْلَهُ مِنْ سَائِرِ الأَدْيَانِ

****

 كُلُّ هذا تابِعٌ لِهَذا الأصلِ، ومِن حُقوقِ هذا الأصْلِ، فالأصلُ في القرآنِ هو التَّوحِيدُ، وبقية معاني القرآن تابعةٌ لِهَذا الأصلِ ومُكَمِّلَةٌ له.

لا يقومُ الدِّينُ مع التَّعْطِيلِ ونَفْيِ الأسماءِ والصِّفاتِ؛ لأنَّ هذا يَهْدِمُ الأصلَ والأساسَ، وهو التَّوحيدُ.

ما قام الدِّينُ إلاّ بمعرفةِ اللهِ تعالى بأسمائِه وَصِفاتِه، فهي الأساسُ لِدِينِ محمد صلى الله عليه وسلم ولدِينِ إخوانِه مِنَ النَّبِيِّينَ؛ لأنَّ دِينَ الأنبياءِ واحدٌ، وهو التَّوحيدُ، وأمَّا الشرائِعُ والأوامِرُ والنَّواهِي فهي تختلفُ باختلافِ حاجاتِ النَّاسِ في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ، لكنَّ الأصلَ - وهو التوحيدُ - لا يختلفُ، فالأنبياءُ إِخوةٌ، ودِينُهم واحدٌ، وشرائعهم شَتَّى، فاللهُ يُشرِّعُ لكلِّ أُمةٍ ما يُناسبُها في وقتِها، إلى أنْ جاءَ دِينُ الإسلامِ فنسَخَ جميعَ الأديانِ والشَّرائِعِ السَّابِقَةِ.


الشرح