وَكَذَاكَ زَنْدَقَةُ الْعِبَادِ أَسَاسُهَا التْـ **** تَـعْطِيلُ يَشْهَدُ ذَا أُولُو العِرْفَانِ
وَاللهِ
مَا فِي الأَرْضِ زَنْدَقةٌ بدَتْ **** إلاَّ مِنَ التَّعْطِيلِ والنُّكْرَانِ
وَاللهِ
مَا فِي الأَرْضِ زَنْدَقةٌ بَدَتْ **** مِنْ جَانِبِ الإِثْبَاتِ وَالقُرْآنِ
هَذِي
زَنَادِقَةُ العِبَادِ جَمِيعُهُمْ **** ومُصَنَّفَاتُهُمُ بكُلِّ مَكَانِ
مَا
فِيهِمُ أَحَدٌ يَقُولُ اللهُ فَوْ **** قَ الْعَرْشِ مُسْتَوْلٍ عَلَى الأَكْوَانِ
****
أصْلُ
التوحيد هو إثباتُ الأسماءِ والصِّفات، فليخْتَرْ هؤلاءِ ما شاؤوا. إنْ شَاؤُوا
فليختاروا طريقَ الأنبياءِ وأتباعَهُم، وإن شاؤوا أخذوا بطريقِ الزَّندَقةِ،
والإلحادِ فصارُوا معَ فِرْعونَ وهامانَ وجماعةِ الملاحدةِ وأهلِ الزَّندقَةِ، والتَّعطِيلِ،
وجاءَ مِن مَذهب الجهميَّةِ الذين تبنَّوْا مْذهبَ اليهودِ الذين يُلحِدونَ في
أسماءِ الله وآياتِه، فوَرِثَهُم الجهميَّة، ونفَوا الأسماءَ والصِّفاتِ بقَصْدِ
إفسادِ الأديانِ كُلِّها.
لم
يحْصُل مِن جانبِ الإثباتِ والقُرآنِ إِلاَّ التوحيد والإيمان، وما حَدَثَت
الزَّندقةُ والإلحادُ إلاَّ مِن جانبِ التَّعْطيلِ والإنْكارِ والنَّفْيِ.
هَذِه
كُتُب الجهميَّةِ وتلاميذِهم مِمَّن جاءَ بعدَهُم مِنَ الفِرَق الضَّالَّةِ
موجودَةٌ فَتِّشْ فِيها، إِنَّكَ لَن تَجِدَ فِيها العناية بالتَّوحيدِ والعنايةِ
بإثباتِ الأسماءِ والصِّفاتِ، فليسَ فِيها إثباتُ العُلُوِّ ولا الاستواء على العَرشِ،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد