فَخُذُاو بِهَدْيِهِمُ فرَبِّي ضَامِنٌ **** وَرَسُولُهُ أنْ تَفْعَلُوا بِجِنَانِ
فَإِذَا
أَبَيْتُمْ فَالسَّلاَمُ عَلَى مَنِ اتْـ **** تَبَـعَ الهُدَى وَانْقَادَ لِلْقُرآنِ
سِيرُوا
على نُجُبِ العَزَائِمِ وَاجْعَلُوا **** بِظْهُورِهَا المَسْرَى إِلَى الرَّحْمَنِ
سَبَقَ
المُفَرِّدُ وَهْوَ ذَاكِرُ رَبِّهِ **** فِي كُلِّ حَالٍ لَيْسَ ذَا نِسْيَانِ
****
مَن يقومُ بالحقِّ فإنَّ الله يتكَفَّلُ له
بالجنَّةِ، قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ
ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ﴾
[الحج: 40]، وقال جل وعلا: ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ
أَقۡدَامَكُمۡ﴾ [محمد: 7] يعني: النُّصْرة
لدِينِه الذي هو مِنْ مَصلحَتِكُم وهدايتِكُم.
كما قال تعالى ﴿فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥٠وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥١﴾ [الذاريات: 50- 51] فالفرار إلى الله: يعْنِي الرُّجوع إلى كتابِه وإلى سُنَّةِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم وتَرْك ما خالفَهُما، هذا هو الفِرارُ إلى اللهِ، وقوله: «سَبَقَ المُفَرِّدُ وَهْوَ ذَاكِرُ رَبِّهِ» هذا مأخوذٌ مِن الحديثِ، وهو أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «سَبَقَ المُفَرِّدُونَ» قالوا: وما المُفَرِّدُونَ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا والذَّاكِرَات» ([1])، فالمُفَرِّدُون: هم المُوحِّدُونَ الذين أفردُوا اللهَ جل وعلا بالعبادةِ والتَّوحِيد.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2676).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد