×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فَخُذُاو بِهَدْيِهِمُ فرَبِّي ضَامِنٌ  ****  وَرَسُولُهُ أنْ تَفْعَلُوا بِجِنَانِ

فَإِذَا أَبَيْتُمْ فَالسَّلاَمُ عَلَى مَنِ اتْـ  ****  تَبَـعَ الهُدَى وَانْقَادَ لِلْقُرآنِ

سِيرُوا على نُجُبِ العَزَائِمِ وَاجْعَلُوا  ****  بِظْهُورِهَا المَسْرَى إِلَى الرَّحْمَنِ

سَبَقَ المُفَرِّدُ وَهْوَ ذَاكِرُ رَبِّهِ  ****  فِي كُلِّ حَالٍ لَيْسَ ذَا نِسْيَانِ

****

 مَن يقومُ بالحقِّ فإنَّ الله يتكَفَّلُ له بالجنَّةِ، قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ [الحج: 40]، وقال جل وعلا: ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ [محمد: 7] يعني: النُّصْرة لدِينِه الذي هو مِنْ مَصلحَتِكُم وهدايتِكُم.

كما قال تعالى ﴿فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥٠وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥١ [الذاريات: 50- 51] فالفرار إلى الله: يعْنِي الرُّجوع إلى كتابِه وإلى سُنَّةِ رَسُولِه صلى الله عليه وسلم وتَرْك ما خالفَهُما، هذا هو الفِرارُ إلى اللهِ، وقوله: «سَبَقَ المُفَرِّدُ وَهْوَ ذَاكِرُ رَبِّهِ» هذا مأخوذٌ مِن الحديثِ، وهو أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «سَبَقَ المُفَرِّدُونَ» قالوا: وما المُفَرِّدُونَ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا والذَّاكِرَات» ([1])، فالمُفَرِّدُون: هم المُوحِّدُونَ الذين أفردُوا اللهَ جل وعلا بالعبادةِ والتَّوحِيد.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2676).