فَانْظُرْ إِلَى الجَهْمِيِّ كَيْفَ أَتَى إِلَى **** أُسِّ الْهُدَى وَمَعَاقِلِ الإِيمَانِ
بِمَعَاوِلِ
التَّعْطِيلِ يَقْطَعُها فَمَا **** يُبقِي عَلَى التَّعْطِيلِ مِنْ إِيمَانِ
يَدْرِي
بِهَذَا عَارِفٌ بِمَآخِذِ الْـ **** أَقْوَالِ مُضْطَلِعٌ بِهَذَا الشَّانِ
****
الآخرةِ فإنَّهُ يُسلِّمُ للنَّصِّ، فالنَّقْل
لا يأتي بما يُحِيلُه العقلُ بل بما يَحارُ فيه العقلُ؛ لأنَّهُ لم يُدرِكْهُ ولم
يُحِطْ به، فموقفُهُ في ذلك هو التَّسلِيمُ للهِ عز وجل، ولا يكونُ مِنَ الَّذِين
قال اللهُ فيهم: ﴿بَلۡ
كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ﴾ [يونس: 39] فالوحيُ قد يأتي بِما يَحارُ فيه العقولُ،
ولم يأتِ بما يُخالِفُ العقولَ أبدًا.
هذه
مِهْنَةُ الجهمي. إنَّهُ يقطَعُ أُصُولَ الإيمانِ، وإذا قطَعَها فلا يبْقَى إلاّ
التَّعْطِيل المَحْض والإلحاد والزَّندقة. هذه مِهنَةُ الجهمي وأتباعِه.
إنَّما
يَعرِفُ بُطلانَ مَذهبِ الجهميَّةِ وأتباعِهم مَنْ سَبَرَ أحوالَهُمْ، وعرَفَ
مَقالاتِهِم، وَتنبَّهَ لِمَقاصِدِهم، أمّا الإنسانُ الغِرُّ والجاهِلُ، فقدْ
تنْطَلِي عليهِ أقوالُهم لاسيِّمَا وأنَّهم يَكْسُونَها بزخارفِ القَوْلِ
والحُجَجِ، لكنَّ العارِفَ بأدلَّةِ الكتابِ والسُّنَّةِ لا تَنطلِي عليه الزخارفُ
فينظر إلى الحقائقِ لا الزَّخارف والتمويهات.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد