وَتَمَامُ ذَا الإِيمَانِ إِقْرَارُ الْفَتَى **** بِاللهِ فَاطِرِ هذِهِ الأكوانِ
فَإِذَا
أقَرَّ بِهِ وَعَطَّلَ كُلَّ مَفْـ **** ـرُوضٍ وَلَمْ يَتَوَقَّ مِنْ عِصْيَانِ
لَمْ
يَنقُصِ الإِيمَانُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ **** أنَّى وَلَيْسَ بِقَابِلِ النُّقصَانِ
****
مِن جُمْلةِ أقوالِ الجهمِيَّةِ القولُ
بالإرجاءِ، وهو القولُ بأنَّ الأعمالَ ليست مِن الإيمانِ، فيقولون: الإيمانُ هو
المعرفةُ في القلبِ، فَتعتَرِفُ بقلبك بِوُجودِ الرَّبِّ، ولو فعلْتَ ما فعلْتَ
فأنتَ مؤمنٌ، ومسألةُ الأعمالِ هذه أمرُها سَهلٌ، حتَّى ولو لم تفعلْ شيئًا مِنَ
الطَّاعاتِ، ولا ترَكْتَ شيئًا مِنَ المُنكراتِ، فأنتَ مؤمنٌ. هذا هو قولُ
المُرجِئَة الغُلاة، وهمُ الجهمية الذين يقولون: إنَّ الإيمانَ هو المعرفةُ
بالقلبِ، ويَلِيهِ قولُ الأشاعرةِ، وهو أنَّ الإيمانَ هو التَّصدِيقُ بالقلبِ،
ويليه قولُ الكرَّاميةِ، وهو أنَّ الإيمانَ هو القولُ باللسانِ فقط، ولو لم
يعترِفْ بالقلبِ، ويليهِ قوْلُ مُرجئةِ الفُقهاءِ، وهو أنَّ الإيمانَ هو الاعتقادُ
بالقلبِ والنُّطقُ باللِّسانِ. وأمَّا الأعمالُ فليست داخِلَةً في مُسمَّى
الإيمانِ؛ بل هيَ مِن لَوازِمِه، فهؤلاءِ هُم أخفُّ فِرَقِ المُرجِئَةِ، ولكنَّ
قولَهم قولٌ باطلٌ.
وأمَّا
أهل السُّنَّةِ فيقولون: الإيمانُ هو قولٌ باللسانِ، واعتقادٌ بالقلبِ، وعملٌ
بالأركانِ، يزيدُ بالطَّاعةِ، وينقُصُ بالمعصيةِ، وهذا القولُ مأخوذٌ مِنَ الكتابِ
والسُّنَّةِ. فالجهميَّةُ يرَوْنَ أنَّهُ إذا فَعلَ الشَّخصُ ما فَعَلَ من
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد