وَالحُبُّ وَالإِيمَانُ وَالتَّصْدِيقُ لاَ **** يَخْتَصُّ بَلْ حَقَّانِ مُشْتَرَكَانِ
هَذِي
تَفَاصِيلُ الحُقُوقِ ثَلاَثَةٌ **** لاَ تَجْهلُوهَا يَا أُوْلِي العُدْوَانِ
حَقُّ
الإِلَهِ عِبَادَةٌ بِالأَْمْرِ لاَ **** بِهَوَى النُّفُوسِ فَذَاكَ لِلشَّيْطَانِ
مِنْ
غَيْرِ إِشْرَاكٍ بِهِ شَيْئًا هُمَا **** سَبَبَا النَّجَاةِ فَحَبَّذا السَّبَبَانِ
****
بالرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم؛ وَلِذَا
فالضَّميرُ يرجِعُ إليه في قوله: ﴿وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ﴾
[الفتح: 9] وجعلَ التَّسْبِيحَ للهِ تعالى، فذَكَرَ حَقَّيْنِ: حقٌّ مشتركٌ، وهو
الإيمانُ، وحقٌّ خاصٌّ باللهِ عز وجل، وهو التَّسْبِيح، وحقٌّ خاصٌّ بالرَّسُولِ
صلى الله عليه وسلم وهو التَّعزِير والتَّوقِيرُ.
هذا
هو الحَقُّ المُشتركُ كالحُبِّ كما في الحديثِ: «أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا»
([1])،
وكذلكَ الإيمان: ﴿ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾ [النساء: 136]، ﴿لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾ [الفتح: 9].
لابُدَّ
مِن تَمييز حقِّ اللهِ عنْ حَقِّ الرَّسُولِ والحقِّ المُشتَركِ بينَهما؛ حتَّى
تكُونَ عَلَى بَصيرةٍ.
حقُّ اللهِ عِبادَتُه بالأمْرِ، يعني بالشَّرعِ، لا عِبادةٌ بالهَوَى والبِدَعِ والمُحْدَثاتِ، فالعبادةُ مَبناها على التوقيفِ، والمُراد اتِّباع ما جاء في الكتابِ والسُّنَّة، فالعبادةُ لاَ تصِحُّ إلاّ بشرطيْنِ:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (16)، ومسلم رقم (43).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد