وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ أَعْدَاءِ المَسِـيـ **** ـحِ مِنَ النَّصَارَى عَابِدِي الصُّلْبَانِ
إِنَّا
تَنَقَّصْنَا المَسِيحَ بِقَوْلِنَا **** عَبْدٌ وَذَلِكَ غَايَةُ النُّقْصَانِ
****
النَّاس أجمعين؛ ولِذَا قالَ صلى الله عليه وسلم:
«لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ
أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ([1]).
وقالَ
عُمر لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا رَسُولَ اللهِ لأنتَ أحبُّ إليَّ مِن
كُلِّ شيْءٍ إلاّ مِن نَفْسِي، فقالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ
نَفْسِكَ» فقالَ عُمرُ: واللهِ يا رَسولَ اللهِ لأنْتَ الآنَ أحَبُّ إليَّ مِن
نفْسِي، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الآنَ يَا عُمَرُ» ([2])
فلا يُشارِكُ الرَّسُولَ مَخلوقٌ في محَبَّتِهِ، لا النَّفْسُ ولا الوَالِدَانِ
ولا الأَمْوالُ والأولادُ، وقال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ
وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا
وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم
مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ
يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [التوبة: 24] وهذا تهديدٌ بمعنى انتظِرُوا مَاذا يقَعُ
بِكُم؟ فلا يُقدَّمُ على محَبَّةِ الله ورسولِه محَبَّةُ شيءٍ كائِنًا مَن كانَ.
الَّذِين يغْلُون في حقِّ نبِيِّنا مُحـمدٍ صلى الله عليه وسلم، ويرفعُونَه فوقَ مَنزِلتِهِ، ويُعطونَه شيئًا مِن العبادةِ، مِنَ الدُّعاءِ والاستغاثَةِ، هؤلاءِ فِعْلُهم نظيرُ فِعْلِ النَّصارَى معَ المسيحِ عليه السلام، فالنَّصارَى غَلَوْا في المَسِيحِ؛
([1]) أخرجه: البخاري رقم (15)، ومسلم رقم (44).