لو قُلتُمُ وَلَدٌ إِلَهٌ خَالِقٌ **** وَفَّيْتُمُوهُ حَقَّهُ بِوِزَانِ
وَكَذَاكَ
أَشْبَاهُ النَّصَارَى قَدْ غَلَوْا **** فِي دِينِهِمْ بِالجَهْلِ وَالطُّغْيَانِ
صَارُوا
مُعادِينَ الرَّسُولَ وَدِينَهُ **** فِي صُورَةِ الأَحْبَابِ وَالإِخْوَانِ
****
حتى عَبدُوه مِن دونِ الله، وعبَدُوا الصَّلِيب
الذي يزعمُون أنَّه على صُورتِه، وهو مَصلوبٌ؛ وَلِذَا قالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى
ابْنَ مَرْيَمَ، إنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([1]).
هَذا
قوْلُ النَّصارَى، قالُوا: إذا قُلنَا: إنَّ المسيحَ عبْدٌ فقَدْ تنقَّصْنَاهُ،
والصَّواب عِندهم: أنَّهُ ابنُ الله أو أنَّهُ هو اللهُ أو ثالثُ ثلاثَةٍ، قالوا:
هذا حَقُّ المَسِيحِ؛ فأعطَوْا حقَّ اللهِ للمَسيحِ، قبَّحهمُ الله! كذلك مَن غَلا
مِنْ هذِه الأمَّةِ في مُحـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يكونُ أعطَى مُحمـدًا حقَّ
اللهِ تعالى.
مَن شابَهَ النَّصارَى في الغُلُوِّ في مُحمـٍد؛ حيثُ عبدَهُ مِن دُونِ اللهِ، صارَ مُعادِيًا للرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم في هذا الفِعل، وهو في صُورةِ مَن يُحِبُّونَه، وأنَّ هذا الغُلُوَّ فِيه؛ لأنهم يزعمونَ أنَّه مِن حُبِّه. وأمَّا مَنِ اعتدلَ في حَقِّهِ فإنَّهم يزْعمُون أنَّه مُبغضٌ للرَّسولِ وَجَافٍ في حَقّهِ، فالغُلُوّ يُسَمُّونَه حُبًّا، وهذا من أقبحِ الكَذِبِ والافتراءِ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3445).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد