فَانْظُرْ إِلَى تَبْدِيلِهِمْ تَوْحِيدَهُ **** بِالشِّرْكِ وَالإِيمَانِ بِالكُفْرانِ
وَانْظُرْ
إِلَى تَجْرِيدِهِ التَّوْحِيدَ مِنْ **** أَسْبَابِ كُلِّ الشِّرْكِ بِالرَّحْمَنِ
وَاجْمَعْ
مَقَالَتَهُمْ وَمَا قَدْ قَالَهُ **** وَاسْتَدْعِ بِالنَّقَّادِ وَالوَزَّانِ
عَقْلٌ
وَفِطْرَتُكَ السَّلِيمَةُ ثُمَّ زِنْ **** هَذَا وَذَا لاَ تَطْغَ فِي المِيزَانِ
****
فَبَدَّلوا
الإِيمَانَ بِالكُفْرِ وَالتَّوْحِيدَ بالشَّرْكِ، وهم يُسمُّونَه محَبَّةً.
انظر
إلى تجريدِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، أي: تخلِيصه التَّوْحِيد مِن كُلِّ أسبابِ
الشِّرْك، فقد اهتمَّ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بالتوحيدِ غايةَ الاهتمامِ
وَسدَّ كُلَّ الوسائلِ الَّتِي تُفضِي إلى الشِّرْكِ كالغُلُوِّ في مدْحِهِ، ونهَى
عن الصَّلاةِ عندَ القُبورِ، ونهَى عنِ الصَّلاةِ عند طُلُوعِ الشَّمسِ وعِنْد
غُرُوبِها؛ لأنَّها صُورةٌ للتَّشَبُّهِ بعُبَّادِ الشَّمسِ ووَسِيلة للشِّرْكِ،
ونهَى عن تَجصِيص القبورِ والكتابة عليها وعن البناءِ عليها؛ لأنَّ هذه مِن وسائلِ
الشِّركِ فقد حمَى عليه السلام التَّوحِيدَ.
اِجْمَع
مقالةَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم معَ مقالةِ هؤلاءِ الضُلاَّلِ، واعْرِضْهَا
على أهْلِ العِلْمِ؛ لِيُبيِّنُوا لك الحقَّ مِن الباطلِ، واعرِضْها على الكتابِ
والسُّنَّةِ وفِطْرَتِك السَّلِيمة وعلى عقلِكَ، وانظُر مدَى المُوافقةِ فيها
والمُخالَفة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد