فَهُنَاكَ تَعْلَمُ أَيُّ حِزْبَيْنَا هُوَ الْـ **** ـمُتَنَقِّصُ المَنْقُوصُ ذُو العُدْوانِ
رَامِي
البَرِيءِ بِدَائِهِ ومُصَابِهِ **** فِعْلَ المُبَاهِتِ أوْقَحِ الحَيَوانِ
كَمُعَيِّرٍ
لِلنَّاسِ بِالزَّغَلِ الذي **** هُو ضَرْبُهُ فَاعْجَبْ لِذِي البُهْتَانِ
يَا
فِرْقَةَ التَّنْقِيصِ بَلْ يَا أُمَّةَ الدْ
**** دَعْوَى
بِلاَ عِلْمٍ وَلاَ عِرْفَانِ
وَاللهِ
مَا قَدَّمْتُمُ يَوْمًا مَقَا **** لَتَهُ عَلَى التَّقْلِيدِ لِلإِْنْسَانِ
****
مثَلُهم كالَّذِي يضرِبُ نُقودًا مَغْشُوشةً،
ويرْمِي النَّاسَ بذلك، ويقولُ: أنتُم تَبْخَسُونَ النَّاسَ أشياءَهُم،
وتَغشُّونَهم، وهُو الذي ضربَها، فمَصدَرُ الغِشِّ مِن عنده، فَهُمُ الذينَ
ضَرَبُوا هذه السكَّةَ الخبيثةَ، وهي الشِّرْك، وألقَوْا بالملامةِ على النَّاسِ
لِلتَّلبِيسِ عليهم، فكيفَ مَنْ فعَلَ هذا معَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وقال:
أنتَ في درجةِ اللهِ، ولستَ بِعَبْدٍ، أنتَ تَقْضِي حوائِجَ النَّاسِ، وتفْعَلُ،
وتفْعَلُ، وأنت الذي خُلِقَ الخَلْقُ مِنْ أجلِكَ، وهذا في الحقيقَةِ تنقُّصٌ
لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه إنزالٌ له فوْقَ منزلتِهِ التي أعْطَاهُ
اللهُ إيَّاها.
أنتم - أيُّها القبوريُّونَ - تغلُون في حَقِّ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، وتَصِفُونَه بما ليسَ مِن صفاتِه وبما لا يَلِيقُ به، ومع غُلُوِّكُم في حقِّه فأنتم لا تمْتَثِلُون أمْرَهُ بل تُخالفونَه، وتتَّبِعُونَ قوْلَ شُيوخِكم، فما قاله شيوخُ الطُّرُق وأئِمَّة المذاهبِ فهو حقٌّ عِندكم، وما قالَهُ الرَّسُول فيه نظَرٌ، فهذا تناقضٌ وغُلُوٌّ وتنقُّصٌ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد