وَاللهِ مَا قَالَ الشُّيُوخُ وَقَالَ إلْـ **** لاَ كُنْتُمُ مَعَهُمْ بِلاَ كِتْمَانِ
وَاللهِ
أَغْلاَطُ الشُّيُوخِ لَدَيْكُمُ **** أَوْلَى مِنَ المَعْصُومِ بِالبُرْهَانِ
وَكَذَا
قَضَيْتُمْ بِالَّذِي حَكَمَتْ بِهِ **** جَهْلاً عَلَى الأَخْبَارِ وَالقُرْآنِ
****
إِذَا
قالَ الرسولُ قوْلاً وقالَ أشياخُكم قوْلاً ذهبْتُمْ مع أشياخِكُم، ولم تذْهبُوا
مع قولِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم. والواجبُ هو العكْسُ: أن تذْهبُوا معَ
قوْلِ الرَّسولِ، وتُخالِفُوا ما قالَه أشياخُكم. فأيُّنا المُتنقِّص للرَّسُولِ
نحنُ أم أنتُم؟
تتعَصَّبُونَ
لأقوالِ أئِمَّتِكُم، وهي ضلالٌ أحيانًا، وترفُضونَ قوْلَ الرَّسُولِ صلى الله
عليه وسلم وهو القائِلُ: «لاَ تَتَّخِذُوا
القُبُورَ مَسَاجِدَ فَإنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1])
وهم يَبنُون على القُبور، ويُسرِجُونها، ويُزخرِفُونَها، ويعمَلُونَ لها سُدْنة،
وأنتم تمشُونَ على أثَرِهِم.
تقضُونَ بقَوْلِ أشياخِكُم على القرآن والسُّنَّة، فتجعلونَ أقوالَ الشيوخِ هي الحَكَمُ بينكمْ وبيْنَ القرآنِ والسُّنَّةِ، ما وافَقَها مِنَ القرآن والسُّنَّةِ قَبِلْتُموهُ، وما خالفَها رفضْتُمُوهُ، وكان الواجبُ هو العكْسُ: أنْ تُعْرَضَ أقوالُ شيوخِكم على الكتابِ والسُّنَّةِ فمَا وافَقَهُما قُبِلَ، وما خالفَهُما رُدَّ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (532).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد