وَاللهِ إنَّهُمُ لَدَيْكُمْ مِثْلُ مَعْـ **** ـصُومٍ وَهَذَا غَايَةُ الطُّغْيَانِ
تَبًّا
لَكُمْ مَاذَا التَّنَقُّصُ بَعْدَ ذَا **** لَوْ تَعْرِفُونَ العَدْلَ مِنْ نُقْصَانِ
وَاللهِ
مَا يُرْضِيهِ جَعْلُكُمُ لَهُ **** تُرْسًا لِشِرْكِكُمُ وَلِلْعُدْوَانِ
****
غلَوْتُم في حَقِّ شيوخِكُم حتَّى أنزلتُمُوهُم
منزِلَةَ المَعصُومِ صلى الله عليه وسلم، وقلتُم: إنَّ الشيوخَ لا يُخطِئُون
أبدًا، وهم أعلمُ مِنَّا، وأنتم ترَوْنَ أن أقوالَهُم مخالفةٌ لقولِ الرَّسُولِ
صلى الله عليه وسلم.
ما
هُو التنقُّصُ إذًا؟ هل هُوَ عِندنا أو عِندكُم؟ نحنُ الذِينَ نتَّبِعُ قوْلَ
الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم ونُقدِّمُ أقْوَالَه على قوْلِ كُلِّ أحدٍ، ونعرِضُ
أقْوالَ أئِمَّتِنا علَى قوْلِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، أما أنتُم
فبِالعكْسِ مِن ذلك، تَعرِضُونَ قوْلَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم على قوْلِ
أئِمَّتِكم فمَا وافَقَها قَبِلْتُموهُ، وما خالفَها ردَدْتُموهُ فأيُّنا
المُتَنقِّصُ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم نحنُ أم أنتُم؟
أي
لا يُرضِي الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم جَعْلُكُم لَهُ تُرْسًا للشِّرْكِ بأنْ
تَصْرِفُوا له أنواعًا مِنَ العبادةِ باسمِ محَبَّتِه وتعظِيمِه، وهذا الذي
تَتَّرسُون مِن ورائِه؛ لِئَلاَّ تنكَشِفَ حقيقَتُكم، فأنتم تُظهِرونَ محَبَّةَ
الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وتعظيمَهُ، وهذا في الواقعِ كَذِبٌ وبُهْتانٌ؛
لأنَّه لوْ كانَ حقيقةً لاتَّبَعْتُم قوْلَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد