وَكَذَاكَ جَعْلُكُمُ المَشَايِخَ جُنَّةً **** بِخِلاَفِهِ وَالقَصْدُ ذُو تِبْيَانِ
وَاللهُ
يَشْهَدُ ذَا بِجِذْرِ قُلُوبِكُمْ **** وَكَذَاكَ يَشْهَدُهُ أُوْلُو الإِيمَانِ
وَاللهِ
مَا عَظَّمْتُمُوهُ طَاعَةً **** ومَحَبَّةً يَا فِرْقةَ العِصْيَانِ
****
وهذِه فَعلَةٌ عظِيمةٌ أنَّهم يجعلونَ قوْلَ
المشايخِ جُنَّةً يستَتِرُونَ بها، ويقولونَ: أفْتَى فلانٌ بكذا، ويَتَّبِعونَ
أقْوَالَ المُفْتِينَ، ويأخذونَ مِنها ما يُوافِقُ هَواهُم، ويقولونَ: نجعلُ هذا
الشيخَ جُنَّةٍ وتُرْسًا بينَنا وبينَ النَّارِ، وهذا مِن أعظمِ الخِذْلانِ.
اللهُ
يعلَمُ أنَّكم أصحابُ هوًى لا أصحابُ عِلْمٍ، وأنَّكم لم تأخذوا قولَ هذا العالِمِ
حُبًّا له بل لأنَّه وافَقَ هواكُم، ووافَقَ رغْبَتَكُم.
ليسَ
تعظِيمُ الرَّسولِ يحصُلُ بعبادتِه، بل بطاعتِه ومحَبَّتِه باتِّباع أمْرِه صلى
الله عليه وسلم، قالَ تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي
يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [آل عمران: 31] فذكرَ سبحانه وتعالى علامةَ المَحبَّةِ
الصَّحِيحةِ، وهي الاتِّباعُ والطاعَةُ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد