أنَّى وَجَهْلُكُمُ بِهِ وَبِدِينِهِ **** وَخِلافُكُمْ لِلْوَحْيِ مَعْلُومَانِ
أَوْصَاكُمُ
أشياخُكُمْ بِخِلاَفِهِمْ **** لِوِفَاقِهِ فِي سَالِفِ الأَزْمَانِ
****
الأشياخُ والأئِمَّةُ أوْصُوكُم بِتَرْكِ
أقوالِهم لقولِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وأقوالِهم معروفةٌ ومشهورةٌ.
يقولُ
الشافعيُّ رحمه الله: «أَجْمَعَ المُسْلِمُونَ علَى أنَّ مَنِ اسْتَبانَتْ لَهُ
سُنَّةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لم يَكُنْ لَهُ أنْ يَدَعَها لقَوْلِ
أَحَدٍ».
ويقول
الإمامُ مالكٌ رحمه الله: «كُلُّنَا رَادٌّ وَمَرْدُودٌ علَيْهِ إلاَّ صاحِبَ هذَا
القَبْرِ» يعني رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
ويقول
الإمامُ أبو حنيفةَ رحمه الله وهوَ أقدَمُ الأئمَّةِ الأربعة: «إِذَا جَاءَ
الحدِيثُ عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فعَلَى الرأسِ والعينِ، وإذا جاءَ
الحديثُ عن صَحابَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فعَلَى الرَّأسِ والعيْنِ،
وإذا جاءَ عن التَّابِعين؛ فنحنُ رِجالٌ، وهم رِجالٌ».
والإمام
أحمدُ رحمه الله، وهو آخِرُ الأئِمَّةِ الأربعة يقولُ: «عجِبْتُ لِقَوْمٍ عرَفُوا
الإسنادَ وصِحَّتَهُ يذهبُون إلى رأي سُفيان والله تعالى يقول: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ
أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد