×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

خَالَفْتُمُ قَوْلَ الشُّيُوخِ وَقَوْلَهُ  ****  فَغَدَا لَكُمْ خُلْفَانِ مُتَّفِقَانِ

وَاللهِ أَمْرُكُمُ عَجِيبٌ مُعْجِبٌ  ****  ضِدّانِ فِيكُمْ لَيْسَ يَتَّفِقَانِ

تَقْدِيمُ آرَاءِ الرِّجَالِ عَلَيْهِ مَعْ  ****  هَذَا الغُلُوِّ فَكَيْفَ يَجْتَمِعَانِ

كَفَّرْتُمُ مَنْ جَرَّدَ التَّوْحِيدَ جَهْـ  ****  ـلاً مِنْكُمُ بِحَقَائِقِ الإِيمَانِ

لَكِنْ تَجَرَّدْتُمْ لِنَصْرِ الشِّرْكِ وَالْـ  ****  ـبِدَعِ المُضِلَّةِ في رِضَا الشَّيْطَانِ

****

 خالفْتُم قوْلَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وقوْلَ إمامِكم الذي تزعمُونَ أنَّكم تتَّبِعُونه، ويعني بذلك بعضَ أتْباعِ الأئِمَّة الأربعةِ الذين يتعَصَّبُونَ لِقولِ إمامِهم، فإمامُكم أحالَكُم على سُنَّةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.

فعِندكم آفتانِ: آفة الغُلُوِّ بالرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وآفة تقدِيم آراءِ الرِّجال على قوْلِه صلى الله عليه وسلم، وهذا تناقُضٌ، تزعمُونَ أنَّكُم تُحِبونَه، وأنتم تَغْلُونَ في حقِّهِ، وتُخالفونَهُ، وتَعصُونَه صلى الله عليه وسلم، وهذا من التناقُضِ العجيب.

مَن أخلصَ التَّوحِيدَ للهِ تعالى، وترَكَ عِبادَةَ الأضرِحَةِ والقُبورِ، تقولونَ عنه: هذا كافِرٌ؛ لأنَّهُ مخالفٌ لدِينِ المُسلمين، وعِندكُم: أنَّ المسلمينَ هُم عُبَّادُ القُبورِ، هذا هو الإسلامُ عِندكُم، والواقعُ أنكُم تنصُرونَ الشَّيطانَ، وتنصُرونَ الباطِلَ، ما دُمتُمْ على هذا الأمر وهذِه العقيدة، فهذا أمرٌ خطيرٌ جدًّا فيجبُ الوقوفُ عندَه وعدمُ الانسياقِ وَراءَ التَّقليدِ الأعمَى، وما عليه النَّاسُ بِدُونِ تمْحِيصٍ ونظَرٍ وتَمْيِيزٍ.


الشرح