وَاللهِ لَمْ نَقْصِدْ سِوَى التَّجْرِيدِ للتْـ **** تَوْحيدِ ذاكَ وَصِيَّةُ الرَّحْمَنِ
وَرِضَا
رَسُولِ اللهِ مِنَّا لاَ غُلُوْ **** وَ الشَّرْكِ أَصْلِ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ
واللهِ
لَوْ يَرْضَى الرَّسُولُ دُعاءَنَا **** إيَّاهُ بَادَرْنَا إِلَى الإِذْعَانِ
وَاللهِ
لَوْ يَرْضَى الرَّسُولُ سُجُودَنا **** كُنَّا نَخِرُّ لَهُ عَلَى الأذْقَانِ
وَاللهِ
مَا يُرْضِيهِ مِنَّا غَيْرُ إخْـ **** ـلاَصٍ وَتَحْكِيمٍ لِذَا القُرْآنِ
****
ما
قَصْدُنا إلاَّ إخْلاص التَّوحِيد لله تعالى، فهذا هو ذنْبُنا عِندكُم، وقد أوصانا
اللهُ بهذا فقال: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النساء: 36] وقال: ﴿قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ
عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾
[الأنعام: 151]، وقال تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: 23] وهذا الذي أوصانا اللهُ به، وهو: إخلاصُ
التَّوحيدِ له سبحانه وتعالى.
إخلاص
التوحيدِ للهِ تعالى، وإخلاص المتابعة للرسولِ صلى الله عليه وسلم من غير غُلُوٍّ
في حقِّهِ عليه الصلاة والسلام، هذا الذي يرضاه منَّا رسول الله؛ لأنَّ الغُلُوَّ
في حقِّهِ من عِبادة الشَّيطانِ.
لو
أمَرَنا الرَّسولُ بدُعَائِه لأَطَعْناهُ، وكذلك لو أمَرَنا بالسُّجُودِ لَه،
فنحنُ ندُور مع قوْلِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم لكنَّه نَهانا عن ذلك أشدَّ
النَّهْيِ؛ فنمْتَثِلُ نهْيَه، فالذي يُرضي رسولَ الله هو إخلاصُ العبادةِ لله،
واتِّباعُ القرآن والسُّنَّة، وتَرْكُ ما خالفَها مِن أقوالِ الشُّيوخِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد