يَا فِرْقَةً جَهِلَتْ نُصُوصَ نَبِيِّهِمْ **** وَقُصُودَهُ وَحَقِيقَةَ الإِيمَانِ
فَسَطَوْا
عَلَى أتْباعِهِ وَجُنُودِهِ **** بِالبَغْيِ وَالعُدْوَانِ وَالبُهْتَانِ
لاَ
تَعْجَلُوا وَتَبَيَّنُوا وَتَثَبَّتُوا **** فَمُصَابُكُمْ مَا فِيهِ مِنْ جُبْرَانِ
****
وهو ماتَ في الحُجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ، فدفنُوه
فيها؛ ولذلك ليسَ هُناك قبْرٌ مِن قُبورِ الأنبياءِ السَّابقينَ مَعروف إلاّ قَبْر
هذا الرَّسولِ، وهو مَصُونٌ ومحْمِيٌّ، وقصْدُ الصحابة إلى تَسْنِيم حُجرتِهِ
يعني: جَعْلها على شكْلِ مُثلَّث مِنَ النَّاحِيَة الشَّمالِيَّةِ؛ لِئَلاَّ
يُصَلَّى إلى جِدار القبْرِ.
يُخاطَب
بذلك الخُرَّافِينَ والقُبورييِّنَ الَّذِين لم يَلْتَفِتُوا إلى هذه النُّصوصِ
ولا إلى هذا التَّحذِير، فصارُوا يَغْلُونَ في حَقِّ الرَّسُولِ صلى الله عليه
وسلم وفي حَقِّ الأولياءِ والصَّالِحين، ويَصْرِفُون لهم من أنواعِ العبادةِ مِن
دُونِ اللهِ عز وجل أنواعًا كَثِيرةً.
إذا
رَوى العلماءُ لَهُم سُنَّةَ رَسولِ اللهِ، وَبلَّغُوهُم إيَّاها سَطَوْا عليْهِم
بالسِّبابِ والشَّتْمِ، ويقولون: أنتُم تُبغضون الرسول صلى الله عليه وسلم،
وتنقِّصونَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّنا لا نعبدُه كما هم يعبدونه.
والعجيب أنَّهم يتنقَّصونَ ربَّ العالمين ويُشركون به ويعبدُون غيرَه ولا ينظرون
إلى ذلك.
مُصابُهم
لا يُجْبَر؛ لأنَّه شِرْكٌ، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ
وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾
[النساء: 48] فالشِّرْك لا يدخلُ تحتَ الغُفرانِ إلاَّ مَن تابَ مِنْهُ فإنَّ
اللهَ يتوبُ عليه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد