قُلْنَا الَّذِي قَالَ الأَئِمَّةُ قَبْلَنَا **** وَبِهِ النُّصُوصُ أَتَتْ عَلَى التِّبْيَانِ
القَصْدُ
حَجُّ البَيْتِ وَهْوَ فَرِيضَةُ الرْ **** رَحْمَنِ وَاجِبَةٌ عَلَى الأَعْيَانِ
****
إن
كان هذا مَذَمَّة فيا حبَّذَا المَذَمَّة، اتِّباع الأئِمَّة: أئِمَّة السلف الذين
أخذُوا بنصوصِ الوحيَيْنِ، ولم يتجاوَزُوا الكتابَ والسُّنَّة، فإن كان هذا ذمًّا
عندكم؛ فنحنُ لا نعبأُ بهذا الذم؛ لأنَّه هو الكمالُ والمَدْحُ عند الله تعالى
وعندَ أهلِ التَّحقِيق والإيمان.
شرَعَ الناظمُ رحمه الله في بيان حُكم السَّلفِ للعبادة في مكان الأمكنة، فليس هُناك مكان يُسافَرُ إليه ويُعتَقد فيه الفضْلُ إلاّ ثلاثةُ مساجد: المسجد الحرام وهو أولُ بيتٍ وُضِعَ للنَّاسِ، وهو أفضل المساجد، ثمَّ المسجد النبوي في المدينة ثمَّ المسجد الأقصى في فلسطين، هذه المساجد يُسافر إليها لأجل الصلاة فيها والاعتكاف، فصلاةٌ في المسجدِ الحرام عن مائة ألف صلاة، وصلاةٌ في المسجد النبوي عن ألف صلاة، وصلاةٌ في المسجد الأقصى عن خمسمائة صلاة، وما عدا هذه الثلاثة لا ميزة له على غيره من المساجد، ومن سافر إلى مسجدٍ غير هذه المساجد الثلاثة فهو مبتدع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ» ([1]) وفي رواية: «لا تَشُدُّوا» بالنَّهْي إلاّ إلى ثلاثة مساجد، وهذا حصْرٌ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1189)، ومسلم رقم (1397).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد