×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

وَرِحَالُنَا شُدَّتْ إِليْهِ مِنْ بِقَا  ****  عِ الأرْضِ قَاصِيهَا كَذَاكَ الدَّانِي

مَنْ لَمْ يَزُرْ بَيْتَ الإِلَهِ فَمَا لَهُ  ****  مِنْ حَجِّهِ سَهْمٌ ولا سَهْمَانِ

وَكَذَا نَشُدُّ رِحَالَنَا لِلْمَسْجِدِ النْـ  ****  ـنَبَوِيِّ خَيْرِ مَسَاجدِ البُلْدانِ

مِنْ بَعْدِ مَكَّةَ أَوْ عَلَى الإِطْلاَقِ فِيـ  ****  ـهِ الخُلْفُ بَيْنَ الْقَوْمِ مُنْذُ زَمَانِ

****

 قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ [آل عمران: 97].

وهَذا هُوَ المَسجِد الثَّاني في الأرضِ بعْدَ المسجدِ الحرامِ الَّذِي يُسَافَرُ إليه لأجْلِ الصَّلاةِ والاعتكافِ فيهِ.

اختلفَ العُلماءُ: أيُّهما أفْضلُ: مكَّةُ أم المَدِينَة؟ فالجمهورُ على أنَّ مكةَ أفْضلُ، وَمِنَ العُلماءِ مَن يَرَى أنَّ المدينةَ أفضلُ مِنْ مكَّةَ؛ لأنَّها مُهاجَرُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ولكِنَّ الصَّحِيحَ هو الأولُ، أنَّ مكَّةَ هي أفضلُ البِقاعِ؛ لأنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم لمَّا أخرجوهُ منها وقفَ في مكانٍ يُقالُ له: الحَزْوَرَة، وقالَ: «إنَّكِ لَأَحَبُّ البِلاَدِ إِلَيَّ وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْتُ» ([1]) فدلَّ على أنَّها أحبُّ البلادِ إلى اللهِ تعالى وإلى رَسُوله صلى الله عليه وسلم فَدلَّ هذا على أنَّ مكةَ أفضلُ.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3925)، وأحمد رقم (18715) بنحوه.