×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

كَلاَّ وَلَمْ نَغْلُ الغُلُوَّ كَمَا نَهَى  ****  عَنْهُ الرَّسُولُ مَخَافَةَ الكُفْرَانِ

للهِ حَقٌّ لاَ يَكُونُ لِغَيْرِهِ  ****  وَلِعَبْدِهِ حَقٌّ هُمَا حَقَّانِ

لاَ تَجْعَلُوا الحَقَّيْنِ حَقًّا وَاحِدًا  ****  مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ وَلاَ فُرْقَانِ

****

لا ننقُصُه حقَّه كمَا فعلتِ اليهودُ مَع أنبيائِهِم، وَلا نَغْلُو في حَقِّهِ كمَا فعلتِ النَّصَارَى بِعيسى ابنِ مريم؛ بل نحنُ نُنزِّلُ الرَّسول منزلتَه التي أنزلَه الله بها؛ ولذا قال في الحديث: «إنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([1]).

للهِ حَقٌّ لا يكونُ لِعَبدِه، وَلِعَبدِه حَقٌّ خاصٌّ بهِ. لا تَخلِطُوا بين الحَقَّيْنِ وتجعلُوا حَقَّ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم معَ حَقِّ اللهِ تعالى مِن غيرِ تمْييزٍ بينَهُما، فهذا مِن لَبْسِ الحقِّ بالباطلِ، فحقُّ اللهِ هو العبادةُ، وحقُّ الرسولِ صلى الله عليه وسلم هو الطاعةُ والاتِّباع والمحبّةُ والتوقير.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3445).