مَاذَا عَبَدْتُمْ ثُمَّ مَاذَا قَدْ أجَبْـ **** ـتُمْ مَنْ أَتَى بِالحَقِّ وَالبُرْهَانِ
هَاتُوا
جَوَابًا لِلسُّؤَالِ وَهَيِّئُوا **** أَيْضًا صَوَابًا لِلْجَوَابِ يَدَانِ
****
فباعَها
بالشَّهواتِ والمُحرَّماتِ والكسَلِ، فباعَها رخيصَةً. أمَّا الذي باعَ نفسَهُ في
طاعةِ اللهِ والجهادِ في سبيلِ اللهِ فهذا هو الذي أكْرَمَ نفسَهُ؛ وَلِذَا قالَ
تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ
يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ
حَقّٗا فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ
مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ
هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾
[التوبة: 111] فهذا هو البَيْعُ الرَّابِحُ.
كلُّ الناسِ يومَ القيامةِ يُسألونَ عنْ هاتَيْنِ المسألتينِ، فمن أجابَ بجوابٍ صحيحٍ فقد نجا، ومنْ أجاب بجوابٍ خاطِئٍ فقد هلكَ، فيُسألون مَنْ رَبُّكُمْ؟ وماذا أجبْتُمُ المُرْسَلِين؟ وجاءَ في الأثَرِ: أنَّ مسألَتَيْنِ يُسْأَلُ عنهما الأوَّلُونَ والآخِرُونَ: ماذا كُنتم تعبدُونَ؟ وماذا أجبْتُمُ المُرسَلِينَ؟ فهل تعبُدُونَ اللهَ وَحْدَهُ أو تَعْبُدُونَ القُبُورَ والأضْرِحَةَ والأشجارَ والأحجارَ والأهواءَ والشَّهواتِ والسَّلاطِينَ والمُلوكَ وكُلَّ مَن دَعاكُم للخُضُوعِ له والاسْتِكانةَ له. المسألة الثانية: ماذا أجبْتُمُ المُرسَلِينَ، قال تعالى: ﴿وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبۡتُمُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ﴾ [القصص: 65] ما هيَ استجابَتُكَ للرُّسُلِ، هل أطعْتَهُم واتَّبَعْتَهُم؟ هل عصَيْتَهُم وخالفْتَهُم؟ فلا نجاةَ إلاَّ بعدَ الجوابِ الصَّحِيح عن هاتيْنِ المسألتَيْنِ،