×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

يَا مَنْ تَعِزُّ عَلَيْهِمُ أَرْوَاحُهُمْ  ****  وَيَرَوْنَ غَبْنًا بَيْعَهَا بِهَوَانِ

ويَرَوْنَ خُسْرَانًا مُبِينًا بِيْعَهَا  ****  فِي أَثَرِ كُلِّ قَبِيحَةٍ وَمُهَانِ

ويَرَوْنَ مَيْدَانَ التَّسَابُقِ بَارِزًا  ****  فَيُتَارِكُونَ تَقَحُّمَ المَيدانِ

ويَرَوْنَ أَنْفَاسَ العِبَادِ عليْهِمُ  ****  قَدْ أُحْصِيَتْ بِالعَدِّ وَالحُسْبانِ

ويَرَوْنَ أنَّ أَمَامَهُمْ يَوْمَ اللِّقَا  ****  للهِ مَسْأَلَتَانِ شَامِلَتَانِ

****

 لذاتِه ولأسمائِهِ وصفاتِهِ ولأفعاله جل وعلا، أي: يُثْنَى عليه بذلك. وأمَّا الشُّكرُ فإنَّه لا يكونُ إلاَّ على الأفعالِ فقط؛ فَلِذاكَ صارَ الحمدُ أعمَّ مِنَ الشُّكْرِ، ومِنْ أفعالِهِ سبحانه وتعالى الجَزاءُ عَلَى الأعمالِ، لا يُسوِّي بين المُؤمِن والكافِرِ، وبيْنَ المُطِيعِ والعاصي، بل يُجازي كُلًّا عَلَى حسَبِ عمَلِهِ، هذا هو العَدْلُ مِنَ اللهِ تعالى فلا يُعاقِبُ المُحْسِنَ، ولا يُثيبُ المُسِيءَ على إساءَتِهِ بل يُوقِع عليه عَدْلَهُ، فيُثِيبُ المُحسنينَ، ويُعاقِبُ المُسِيئِينَ؛ ولِذَا قال جل وعلا: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الجاثية: 21].

الشَّيْخُ النَّاظِمُ رحمه الله يُخاطبُ النَّاسَ بأنْ يهتَمُّوا بهذا الأمرِ بعدَ أن وجَّه لهُم النَّصيحةَ، وقال: الآنَ تبَيَّنَ لكُمُ الحَقُّ مِنَ البَاطِلِ فلاَ تَبِيعُوا أنفُسَكم بالشَّهَواتِ المُحرَّمةِ والغَفلات والإعراضِ عَنِ الله عز وجل؛ لأنَّ مَنْ فعَلَ ذلِكَ فقد باعَ نفْسَهُ التي هي أعزُّ إليهِ مِنْ كُلِّ شيْءٍ، 


الشرح