هَذَا وَنَحْنُ بَنُوهُمَا وَحُلُومُنَا **** فِي جَنْبِ حِلْمِهما لَدَى المِيزَانِ
جُزْءٌ
يَسِيرٌ وَالعَدُوُّ فَوَاحِدٌ **** لَهُمَا وَأَعْدَانَا بِلاَ حُسْبَانِ
وَالضَّعْفَ
مُسْتَوْلٍ عَلَيْنَا مِنْ جَميـ **** ـعِ جِهَاتِنَا سِيَّمَا مِنَ الأيْمَانِ
يَا
رَبِّ مَعْذِرَةً إليْكَ فَلَمْ يَكُنْ **** قَصْدُ العِبَادِ رُكُوبَ ذَا العِصْيَانِ
لَكِنْ
نُفُوسٌ سَوَّلتْهُ وَغَرَّهَا **** هَذَا العَدُوُّ لَهَا غُرُورَ أَمَانِ
فتَيَقَّنَتْ
يَا ربِّ أنَّكَ وَاسِعُ الْـ **** ـغُفْرانِ ذُو فَضْلٍ وذُو إحْسَانِ
وَمَقَالُنَا
مَا قَالَهُ الأَبَوانِ قَبْـ **** ـلَ مَقَالَةِ العَبْدِ الظَّلُومِ الجَانِي
نَحْنُ
الأُولَى ظَلَمُوا وَإنْ لمْ تَغْفِرِ الذْ
**** ذَنْبَ
الْعَظِيمَ فَنَحْنُ ذُو خُسْرَانِ
****
آدمُ وحوَّاءُ عليهما السلام أعظمُ مِنَّا
عُقُولاً، أمَّا نحنُ فعُقولُنا ضَعيفَةٌ لا تُوازن عقْلَ أبِينَا وأُمِّنا عليهما
السلام، وكذلك آدمُ عدوُّه واحِدٌ، وهو إِبليس، أمّا أعداؤُنا فأكثرُ، وهُمْ إبليسُ
وذُرِّيَّتُهُ والأهواءُ والشَّهواتُ وشياطينُ الإنسِ وشياطِينُ الجِن فأعداؤُنا
كثُر؛ فنحنُ في خطرٍ أشدَّ.
هذا
إشارةٌ لِمَا قالَهُ آدَمُ وحوَّاءُ عليهما السلام: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ
تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23] فيجبُ على بَنِي آدَمَ المبادرةُ إلى
التَّوْبةِ إذا أخْطَؤُوا اقتِداءً بالأبَوَيْنِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد